(حَتَّى أتيح لي النَّوَى فَغَدَوْت فِي ... الْمَقْدُور اسعى ... عَن ديارى ثمَّ راحل)
(فتبدلت عرر اللَّيَالِي بالدواهي والليا لي ... حلن جزعا ... مثل حَال الصب حَائِل)
(يَا دهر عد بالوصل أَو ناصقت ... حظي مِنْك شرعا ... عِنْد حاكمنا الحلاحل)
(قاضي الْقَضَاء مُحَمَّد الْبَدْر الذى دَانَتْ لَهُ ... الْعليا طَوْعًا ... زِينَة الفضلا الأماثل)
(حاوي المعارف كلهَا ومحامد ... الْأَوْصَاف جمعا ... نخبة النخب الأفاضل)
فأجبت بقولى
(قلب تقلب فِي فنون من جُنُون ... الْعِشْق طبعا ... فِي ربى تِلْكَ الْمنَازل)
(يذري دموع عيونه محمرة ... وترا وشفعا ... من هوى ظبي الخمائل)
(سل عَنهُ هَل طابت لَهُ ياريم رامت ... ارْض صنعا ... فِي ضحاها والأصائل)
(مَا الْعَيْش إلا فِي ذرى الأحباب ... والأتراب قطعا ... كم على هَذَا دلايل)
(يَا عز دين الله لَا تجزع لبين ... شت جمعي ... الصَّبْر شِيمَة كل فَاضل)
(لَا تجز عَن من الْفِرَاق فَلَيْسَ ذَاك ... الْبعد بدعا ... مالازم الأوطان كَامِل)
(صبرا على الزَّمن الذي مَا زَالَ بالمكروه ... يسْعَى ... وَبِكُل مانهواه باخل)
(وَأعلم بأنك تَحت تَدْبِير القضا ... نصبا ورفعا ... يالقاك فِيهِ كل عَامل)
(مَا أَنْت مضطهد وَلَا تَحت امتنان ... لِابْنِ لكعا ... يَا ابْن الأكارم والأماثل)
(بل نَافِذ الْأَقْوَال تصدع إن تشا ... بِالْحَقِّ صدعا ... وتكف صولة كل صائل)
(وتخفف الأثقال عَن مستضعف ... دفعا ونفعا ... وتحط عَنهُ كل بَاطِل)
(وتصول صولة فاتك أن ينتهك ... فِي النَّاس شرعا ... فدم من الإعتام جَاهِل)
(كم بَين من يقْضِي بِمَا قَامَ الدَّلِيل ... عَلَيْهِ قطعا ... وفتى على التَّحْقِيق عاطل)
(يرْوى من الرأي الْمُجَرّد كل ... فاقرة وشنعا ... مَقْصُودَة قد قَالَ قَائِل)