جمَاعَة من أَهلهَا وَمِنْهُم وَالِده الْعَلامَة وَكَانَ زاهدا متعففا متقللا من الدُّنْيَا لَا يبالي بِمَا ظفر مِنْهَا وَلَا بِمَا فَاتَهُ مَعَ كَونه كَانَ نديما للوزير الْكَبِير الْفَقِيه أَحْمد ابْن علي النهمي بل كَانَ يتَّصل بِالْإِمَامِ المهدي الْعَبَّاس بن الْحُسَيْن كثيرا وَعرضت عَلَيْهِ الْأَعْمَال فأباها تزهدا وتدينا ونظمه كُله فِي الذرْوَة الْعليا بِحَيْثُ يفضل على كثير من الْمُتَقَدِّمين وَمِنْه من قصيدة
(يَا بارقا أوهمني تكراره ... إذ لَاحَ من أَرض بهَا فؤادي)
(فلست أدري هَل حكى خفوقه ... خفوقه حول حمى سعاد)
(أم اكتسى من لاعجي صقيلة ... فانعكست أشعة الترداد)
(ايه أحاديثك يابرق الْحمى ... إن كنت عَمَّن فيهم تنادي)
(هَات عَن الأينق أَيْن عرست ... وَلَا أَقُول هَات عَن مرادي)
(أَيْن اسْتَقَلت بالفريق إنما ... عهدي بهَا حِين حداها الحادي)
(وَحين شيعت فؤادي مَعَهم ... بأدمع تملأ كل وادي)
(إِذْ قوضوا تِلْكَ الْخيام والنقا ... يرعد من قعقعة الأغماد)
(بانوا فَلَا كاس المدام بعدهمْ ... كاسي وَلَا يطرب كل شادي)
(واغدودف اللَّيْل فكاد فجره ... لَو لَاحَ أَن ينظم فِي السوَاد)
(وَجَاء نجم بعدهمْ كَانَ بهم ... أمضى من الضمر فِي الطراد)
(يسبل للمقلة من شعاعه ... حمايلا مسبلة الْحداد)
(يَا روع الله النَّوَى ترويعه ... لمهجة مَمْلُوكَة القياد)
(وَأَنت يَا عهد اللقا حييت من ... دمع وَمن منهلة الغوادي)
(هَل عودة يرتقص الْأُفق بهَا ... ويرتوي مِنْهَا ظما الأكباد)
(وَيرجع الْقلب بهَا مقره ... ويطبق الجفن على السوَاد)