وَمن محَاسِن نظمه مَا وصف بِهِ غُبَار موكب الْخَلِيفَة وأجاد إِلَى الْغَايَة
(سلاهب الْمجد نَهرا سَالَ منحدرا ... من السوابغ تَحت الْبيض واليلب)
(فِي ظلمَة اللَّيْل يحْكى فِي تعطفه ... وللأسنة فِيهِ زَاهِر الشهب)
(ملاعب المَاء فِي جَوف الدجنة ... يجرى الشمع فِيهِ بألواح من الْخشب)
(مَاء هُوَ النَّار فِي الهيجاء يتْرك ... أَرْوَاح الأعادى فراشا عِنْد ملتهب)
وَمن غَرِيب صنعه وبديع اختراعه هَذَانِ البيتان فِيمَا لَا يَسْتَحِيل بالانعكاس وهما يَفُوقَانِ على مَا نظمه من قبله فِي ذَلِك
(أما لسلامكم قرب ورقم ... أمقرو برقمكم السلاما)
(أمالك لَا ترد صداه أنا ... فَإنَّا هاد صدرت الكلاما)
ودعاني رَحمَه الله إِلَى منزله فِي بعض الْأَيَّام فاحتفل فِي ذَلِك احتفالاً زَائِدا وَكَانَ معى صديق لى من أَعْيَان أهل الْعلم فَكتب صَاحب التَّرْجَمَة إِلَى وَإِلَى صاحبي بعد ذَلِك الْمجْلس بأيام هَذِه الأبيات
(يانيرى فلك العلياء دَامَ لنا ... من نور علمكما مَا يكْشف الظلما)
(وَلَا تكدر هَذَا النُّور إِن حجبت ... نور الزواهر سحب تمطر الديما)
(مَاذَا تقولان فِيمَا قد تقرر ... بالاجماع حقق هَذَا من بِهِ حكما)
(وَمَا علمنَا خلافًا فِيهِ قط لمن ... مضى وَخَبره فِي الشّعْر أَو نظما)
(قَالُوا بِأَن شَهَادَات الْقُلُوب إِذا ... قَامَت بِصدق وداد صَار مُلْتَزما)
(وَمن أحب امْرأ صَحَّ الْقيَاس لَهُ ... قطعا بانهما فِي السلك قد نظما)
(وَقد تضمن تَصْدِيقًا تصَوره ... بِنِسْبَة لتساوى الود بَينهَا)
(وَإِنَّمَا الشوق من قسم المشكك هَل ... فِي اعْتِرَاض قِيَاس فِي استوائهما)
فأجبت عَن هَذَا السُّؤَال بقولى