للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النبلاء وَتَوَلَّى الْقَضَاء بِصَنْعَاء أَيَّامًا وَله شعر فائق وفصاحة زَائِدَة وَشرع فِي جمع حَاشِيَة على الْبَحْر الزخار سَمَّاهَا نُجُوم الأنظار فَكتب مِنْهَا مجلدا فِي غَايَة الإتقان وَالتَّحْقِيق وَلم تكمل وَمن مقطعاته الفائقة قَوْله

(لم يبكني جور الغرام وَلَا شجى ... قبل المتيم بلبل بسجوعه)

(لكنه وعد الخيال بوصله ... طرفِي فرش طَرِيقه بدموعه)

وَمن ذَلِك قَوْله

(قلبي قد ذاب فَلَا تحسبوا ... مبيض دمعي فض أحداقي)

(فَهُوَ دم الْقلب وَلكنهَا ... قد صعدته نَار اشواقى)

وَمن ذَلِك قَوْله

(لاتندبن زَمنا مضى ... أبدا وَلَا دهرا تقادم)

(فالدهر يَوْم وَاحِد ... وَالنَّاس من حوا وآدَم

وَمَا أحسن قَوْله من أَبْيَات

(وَإِذا الْقلب على الْحبّ انطوى ... فاشتراط الْقرب واللقيا غَرِيب)

وَقد ترْجم لَهُ الحيمي فِي طيب السمر وَذكر من نظمه قِطْعَة مفيدة وَكَذَلِكَ ترْجم لَهُ صَاحب نسمَة السحر وَمن جملَة من ترْجم لَهُ تِلْمِيذه القاضي الْعَلامَة أَحْمد بن مُحَمَّد قاطن فِي كِتَابه الذي سَمَّاهُ تحفة الأخوان وَفِي كِتَابه الذي سَمَّاهُ إتحاف الأحباب وَقَالَ فِيهِ أنه أخبرهُ ان اقرارات النِّسَاء لقرابتهن وتمليكهن لَهُم وإباحتهن وَنَحْو ذَلِك لَا يَصح عِنْده لضعف إدراكهن وَعدم خبرتهن وَحكى عَنهُ أنه وصل إِلَيْهِ بعض أهل صنعاء بقريبة لَهُ وَقد كتب مرقوما تضمن أنها ملكته أَمْوَالًا وَجَاء بِجَمَاعَة يعرفونها فَقَرَأَ عَلَيْهَا ذَلِك المرقوم فأقرت بِهِ فَقَالَ لَهَا هَل مَعَك حَلقَة فِي يدك قَالَت نعم قَالَ أُرِيد

<<  <  ج: ص:  >  >>