(وَلَو عرفت حسناء دَاوُد حَقه ... لما ضفرت شعرًا وَلَا خضبت كفا)
(فكم قد حماها يَوْم حَرْب وغارة ... وَكم نزعت من خوفها الْقلب والشنفا)
(يطير على وَجه الصَّعِيد إِذا جرى ... فَمَا إِن يمس الأَرْض من أرضه حرفا)
(ويعطيك عفوا من أفانين ركضه ... إِذا سمته التَّقْرِيب أَو سمته القطفا)
(لَهُ ذَنْب ضاف يجر على الثرى ... طَوِيل كأذيال العرائس بل أضفى)
(لَهُ غرَّة مثل السراج ضياؤها ... وَأي سراج بالنوائب لَا يطفا)
(سقى الْغَيْث رهوا مشبها ذَلِك الكتفا ... وطودا منيفا حاكيا ذَلِك الردفا)
(يواجه وَجه الْوَحْش إِن سَار خلفهَا ... فيجعلها من حَيْثُ لم يحْتَسب خطفا)
(وَيرجع مخضوب النبان كَأَنَّهُ ... عروس وَقد زفت إِلَى خدرها زفا)
(وَإِن خَافَ من عين النواظر أَهله ... عَلَيْهِ فمدوا دون مربطه سجفا)
(إِذا مَا غزا الْغَازِي عَلَيْهِ قَبيلَة ... فَلَا حافرا أبقى عَلَيْهِ وَلَا خفا)
(يرَاهُ كميت وَهُوَ لهفان واله ... لميتته يطوي الظلام وَمَا أغفى)
(وَلَو أَنه قد كَانَ حقق مَوته ... لجز عَلَيْهِ للأسى الشّعْر الوحفا)
(وَمَا أَنا مِمَّن يظْهر الشجو آمنا ... وَإِن عظيمات المصائب لَا تخفى)
(وَلَوْلَا وَفَاء فِيهِ كنت أقوده ... إِلَيْك بِلَا من وَلكنه استعفى)
(كَرَاهِيَة من أَن يقوم مقَامه ... حفاظا وَبَعض الْخَيل يسْتَعْمل الظرفا)
(وأعفيته أَن الْوَزير معوض ... وَمن ذَا الَّذِي يَرْجُو نداه وَلَا يكفى)
(فعول أَبَا عِيسَى عَلَيْهِ فَإِنَّهُ ... سيكفيك خطب الدَّهْر وَهُوَ بِهِ أكفى)