(وَلَو لم يرد تعويضه لَك عَاجلا ... لقَالَ لَهُ رفقا وَقَالَ لَهُ وَقفا)
(فَإِن صروف الدَّهْر تَحت يَمِينه ... فَإِن شاءها بعثا وَإِن شاءها صرفا)
(هُوَ الْبَحْر يُغني النَّاس من كل جَانب ... فغرقا من الْبَحْر الَّذِي زرته غرقا)
(هُوَ الْغَيْث يُعْطي كل غاد ورائح ... عَطاء جزيلا لَا بكيئا وَلَا نشفا)
(كيرم إِذا مَا جَاءَهُ ابْن حظية ... ألان لَهُ عطفا وَأبْدى لَهُ عطفا)
(أَقَامَ منار للندى وَالْهدى مَعًا ... فَعَاد لنا كهفا وَصَارَ لنا لطفا)
(تعز أَبَا عِيسَى وَإِن أعوز الأسى ... وعاود هديت اللَّهْو وَالطّيب والعرفا)
(وهاك كأمثال الرياض سوابقا ... تسير قوافي الشّعْر من خلفهَا خلفا) // الطَّوِيل //
وَمن قصيدة أبي عِيسَى
(لقد عظمت عِنْدِي الْمُصِيبَة فِي الأصدا ... وأبدت لي اللَّذَّات من بعده صدا)
(وأهدي إِلَى قلبِي الْمُصَاب بفقده ... من الْحزن مَا لَو نَالَ يذبل لَا نهدا)
(وأصبحت مَشْغُول المدامع بالبكا ... ولي مهجة تستشعر الْحزن والوجدا)
(وَلَو كَانَ يغنيني الْفِدَاء فديته ... بنفسي وَأَهلي فَهُوَ أهل لِأَن يفدى)
(وَلكنه لبّى الْمنون مبادرا ... وَيَا ليته لما دَعَاهُ الردى ردا)
(مضى الطّرف وَاسْتولى على الطّرف دمعه ... وألهب فِي الأحشاء من حرق وقدا)
(مضى الْفرس السباق فِي حلبة الوغى ... فَعَادَت عُيُون الْخَيل من بعده رمدا)
(يبيد الرِّيَاح كلهَا فِي حضاره ... فتتركه كرها وَقد بدلت جهدا)
(مواقفه عِنْد الطراد شهيرة ... تجَاوز فِي أعجازها الْوَصْف والحدا)
(نسيم الصِّبَا يحيكه فِي هزل سيره ... وترهبه ريح الشمَال إِذا جدا)