للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِشعر العطوي حَافِظًا لديوانه مقدما على نظرائه كثير المحاضرة بأمثاله وغرره فِي مخاطبته ومكاتباته فلقب بالعطواني وَفِيه يَقُول أَبُو مَنْصُور العبدوني وَكَانَ من ندمائه مَعَ أبي الطّيب الطاهري والمصعبي

(أَبَا أَحْمد ضيعت بالخرق نعْمَة ... أفادكها السُّلْطَان والأبوان)

(فقد صرت مهتوك الجوانب كلهَا ... ولقبت للإدبار بالعطواني)

(وأفكرت فِي عود إِلَى مَا أضعته ... وَقد حيل بَين العير والنزوان)

(فرأيك فِي الإدبار رَأْي أَخَذته ... وعلمته من مشْيَة السرطان) // من الطَّوِيل //

ثمَّ إِنَّه تقلد أَعمال هراة وبوشنج وباذغيث فشخص إِلَى رَأس عمله واستخلف عَلَيْهِ أَبَا طَلْحَة قسورة بن مُحَمَّد واصطنعه ونوه بِهِ حَتَّى صَار بعده من رُؤَسَاء الْعمَّال بخراسان وَكَانَ قسورة من أولع النَّاس بالتصحيفات فَقَالَ لَهُ أَبُو أَحْمد يَوْمًا إِن أخرجت مُصحفا أَسأَلك عَنهُ وصلتك بِمِائَة دِينَار قَالَ أَرْجُو أَن لَا أقصر عَن إِخْرَاجه فَقَالَ أَبُو أَحْمد فِي قشور هينم جمد فَوقف حمَار قسورة وتبلد طبعه وتقشر فلسه فَقَالَ إِن رَأْي الشَّيْخ أَن يمهلني يَوْمًا فعل فَقَالَ أمهلتك سنة فحال الْحول وَلم يقطع شعره فَقَالَ لَهُ أَبُو أَحْمد هُوَ اسْمك قسورة بن مُحَمَّد فازداد خجله وأسفه وعَلى ذكر أبي طَلْحَة فَإِنَّهُ كَانَ كوسجا وَفِيه يَقُول اللحام

(ويك أَبَا طَلْحَة مَا تَسْتَحي ... بلغت سبعين وَلم تلتحي) // من السَّرِيع //

وَلما استعفى أَبُو أَحْمد من عمله وخطب بنيسابور أُجِيب إِلَى مُرَاده فَمن قَوْله بنيسابور وَقد طَالب الْعمَّال أَرْبَاب الضّيَاع ببقايا الْخراج

(سَلام الله مني كل يَوْم ... على كتاب ديوَان الْخراج)

(يرومون البغايا فِي زمَان ... عجزنا فِيهِ عَن مَال الزواج) // من الوافر //

<<  <  ج: ص:  >  >>