(وَأنْشد فِي ذكرى لدارك باكيا ... أَلا انْعمْ صباحا أَيهَا الرّبع واسلم)
(وَلم أر قبلي من يحارب بخته ... ويشكو إِلَى البؤسي افتقاد التنعم)
(وَلَا أحد يحوي مَفَاتِيح جنَّة ... ويقرع بالتطفيل بَاب جَهَنَّم)
(وَقد كَانَ رَأْسا للتدابير بلعم ... وَقد صرت فِي الدُّنْيَا خَليفَة بلعم)
يَعْنِي بلعم بن باعوراء
الَّذِي أنزل فِيهِ {واتل عَلَيْهِم نبأ الَّذِي آتيناه آيَاتنَا فانسلخ مِنْهَا} لِأَنَّهُ كفر بِاللَّه بعد تعلمه الإسم الْأَعْظَم وَجحد نعم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
(وَقد عَاشَ بعد الْخلد فِي الأَرْض آدم ... فَإِن شِئْت فاعذرني فَإِنِّي ابْن آدم)
(فيا لَيْتَني أمسيت دهري رَاقِدًا ... فَإِنِّي مَتى أرقد بذكرك أحلم)
(مَكَانك من قلبِي عَلَيْك موفر ... مَتى مَا يرمه ذكر غَيْرك يحتمي)
(لغيرك دردي الْوِصَال وثيب الْمقَال ... وممزوج الْمَوَدَّة فَاعْلَم)
(وَأَنت الَّذِي صورت لي صُورَة المنى ... وأركبتني ظهر الزَّمَان المذمم)
(وصيرت عِنْدِي أنحس الدَّهْر أسعدا ... وكذبت عِنْدِي قَول كل منجم)
(وصغرت قدر النَّاس عِنْدِي وطالما ... لحظت صَغِيرا عَن حماليق مُعظم)
فَجعل الله لَهُ من مضيق الْحَبْس مخرجا فَنَهَضَ إِلَى طبرستان وَكَانَت حَاله مَعَ صَاحبهَا كهي مَعَ طَاهِر بن شار فَمن قَوْله فِيهِ من قصيدة
(أَلا أبلغ بني شار كَلَامي ... وَمن لم يلقهم فَهُوَ السعيد)
(علام ابتعتم فرسا عتيقا ... وَلَيْسَ لديكم علف عتيد)
(وفيم حبستم فِي الْبَيْت بازا ... يحيص الطير عَنهُ أَو يحيد)
(فَلَا قربتموه فعلتموه ... وَلَا خليتم عَنهُ يصيد) // من الوافر //