قد جمعت بَين أهل معرة النُّعْمَان الَّتِي أخرجت هَؤُلَاءِ الْفُضَلَاء وَهِي غير مَشْهُورَة بخراسان وَكَانَ حَدثنِي أَبُو الْحسن الدلفي المصِّيصِي الشَّاعِر وَهُوَ من لَقيته قَدِيما وحديثا فِي مُدَّة ثَلَاثِينَ سنة قَالَ لقِيت بمعرة النُّعْمَان عجبا من الْعجب رَأَيْت أعمى شَاعِرًا ظريفا يلْعَب بالشطرنج والنرد وَيدخل فِي كل فن من الْجد والهزل يكنى أَبَا الْعَلَاء وسمعته يَقُول أَنا أَحْمد الله على الْعَمى كَمَا يحمده غَيْرِي على الْبَصَر فقد صنع لي وَأحسن بِي إِذْ كفاني رُؤْيَة الثُّقَلَاء الْبغضَاء قَالَ وحضرته يَوْمًا وَهُوَ يملي فِي جَوَاب كتاب ورد عَلَيْهِ من بعض الرؤساء