وَهِي هزلية طَوِيلَة أعطَاهُ مَا أغناه فَهبت رِيحه ونفقت سوقه وَدرت الصلات لَهُ وتداول أهل بَغْدَاد قصيدته الَّتِي عَارض بهَا أبي العنبس فِي تَأْخِير الْمَنْفَعَة وَذكر التَّمِيمِي أَنه قَالَهَا وَأكْثر شعره فِي دَاره بِبَغْدَاد وَأَنه كَانَ يسميها باديته وَأول القصيدة
(قلقل أحشاي تباريح الجوى ... وَبَان صبري حِين حالفت الأسى)
وَمِنْهَا وَهِي مطمعة مويسة
(يَا سادة بانوا وقلبي عِنْدهم ... مذ غبتم قد غَابَ عَن عَيْني الْكرَى)
(وسوف أسلي عَنْكُم صبابتي ... بحمقة يعجب مِنْهَا من وعى)
(فِي طرف نظمتها مَقْصُورَة ... إِذْ كنت قصارا صَرِيعًا للدلا)
(من صفع النَّاس وَلم يُمكنهُم ... أَن يصفعوه بَدَلا قد اعْتدى)
(من مضغ الْأَحْجَار أدمت فكه ... فالضرس لم تخلق لتليين الْحَصَى)
(من نَام لم يبصر بعيني رَأسه ... وَمن تطأطأ رَاكِعا قد انحنى)
(من رامح الْخَيل كسرن سَاقه ... وَمن حدى فِي نَومه فقد هذى)
(من صَامَ أسبوعا تَمامًا ليله ... مَعَ النَّهَار لم يُوَافقهُ الخوى)
(من قطع النّخل وظل راجيا ... ثمارها فَذَاك مَقْطُوع الرجا)
(وَمن طلى بالحبر صحن وَجهه ... حكى بِمَا سود لَيْلًا قد دجا)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute