للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بارئكم: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمْ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ) "٥٤/البقرة " مكرر"البارئ: (هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسني) " ٢٤/الحشر ".

أجمع أهل الذكر أن البراية شئ بين الخلق والتصوير، وذلك وفقا لترتيب الأسماء الحسني، الخالق البارئ المصور، ذلك بأن التصوير مسبوق بالتقدير أولا والبراية بينهما والبارئ من البرء وهو خلوص الشئ من غيره كبرء المريض من مرضه، والمدين من دينه، وقد قرأت في كتب الأسماء والصفات أن ندعو الله بهذا الاسم الحسن "الباري" للسلامة من الآفات.

ويحتمل أن يكون معني البارئ هو الذي يبرئ جوهر المخلوق من الآفات، حتي يمكنه اجتياز هذه النقلة من عالم التقدر والخلق الول إلي عالم الشهادة والظهور للاختيار في عالم الملك.

أو بكلمات أخري: أنه من كتب له الرحيل من عالم الغيب والملكوت إلي عالم الشهادة والملك للابتلاء والتنافس، يجب عليه أن يحصن ضد الآفة -أي ينبغي له أن يحصل علي هذه الحصانة والبراءة من الآفات من البارئ سبحانه أو أنه من قدر له أن يحمل وسام الحياة لا يستطيع ذلك إلا إذا منح براءة هذا الوسام من البارئ الحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>