لعل من المادة , فى غير توهم , هو القوة فى صورة ضغطها , وهذه القوة يكون العَصْر والعُصُر: الدهر. والعَصُرِان: الليل والنهار , وقد قالوا بقوة الدهر حين قالوا: وما يُهْلكنا إلا الدهر , وحدثوا عن جذب الليالى وإفنائها الناس.
ومن هذا قالوا: ضغط شئ بقوة حتى يتحلب ماؤه أو دهنه: عصٌر له , فعله - كضرب - عصراً.
ومن القوة الضاغطة دفعا الإعصار: الريح الشديدة , التى تسمى الزوبعة , والمعصرات: السّحاب تنزل المطر , وتعصر الماء , وأُعِصر - على المجهول - الناس: أى اُمطروا.
ومن صورة القوة الضاغطة الاستمساك القوى بالشئ , والتعلق به , يقال له اعتصار أى التجاء , والعَصَرُ: الملجأ , وتتفرع عن ذلك معان واضحة الاتصال.
وقد ورد من المادة الزمن فى:
العَصْرِ:{وَالْعَصْرِ}(١/العصر)
أقسم سبحانه بالعصر , وهو الدهر , لما فيه من العبر من جهة