للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كلهُمْ يَعْبُدُونَ منْ خَوفِ نَارٍ ... وَيرَونَ النَّجاةَ حَظًّا جَزيلا

أَوْ بِأَنْ يَدْخُلُوا الجِنَانَ فيَحْظَوْا ... بنَعِيم ويشرَبُوا سَلسبِيلا

ليسَ لي فِي الجِنَانِ والنَّارِ حظ ... أنَا لا أَبْتغِي بِحِبي بَدِيلا

وهذا -كما يقول ابن تيمية- قصور وتقصير منهم عن فهم مسمّى الجنة والنار، فكلّ ما أعدّه الله لأوليائه فهو من الجنة، والنظر إليه -تعالى- هو من الجنة، ولهذا كان أفضل الخلق يسأل الله الجنَّة، ويعوذ به من النَّار.

فالجنة دار الرحمة الخالصة، والنار دار العذاب الخالص، وأعظم نعيم يناله أهل الجنَّة وأعلاه النظر إلى وجهه تعالى، كما في صحيح مسلم، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد: يا أهل الجنة إن لكم عبد الله موعدا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يبيّض وجوهنا؟ ألم يثقل موازيننا، ويدخلنا الجنَّة، وينجينا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فينظرون إليه، فما أعطاهم شيئًا أحبّ إليهم من النظر إليه" (١).

وأعظم عذاب في النار هو حرمان أهل النّار من هذا النّعيم العظيم: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} (٢).


(١) رواه مسلم فى صحيحه (مشكاة المصابيح ٣/ ٩٧).
(٢) سورة المطففين: ١٥.

<<  <   >  >>