للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا؟ (١). فقام وجل فصلى وراءه ليفيده فضيلة الاقتداء، ولم يجعله عليه السلام رياء ولا شركا لما فيه من إفادة الجماعة القربة إلى الله تعالى" (٢).

وبين رحمه الله استحباب الانتظار: "وإذا أحس الإمام بداخل وهو راكع فالمستحب أن ينتظره لينيله فضيلة إدراك الركوع، ولا يكون ذلك شركا ولا رياء، لأنه عليه السلام جعل مثله صدقة واتجارا، وأمر به في جميع الصلوات، فكيف يكون رياء وشركا، وهذا شأنه في الشريعة! ولا وجه لكراهية ذلك، ومن أبطل الصلاة به فقد أبعد، فليت شعري ماذا يقول في الانتظار المشروع في صلاة الخوف، هل كان شركا ورياءً أو عملا صالحا لله تعالى؟! " (٣).

ومما يزيد الأمر وضوحا أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يقصّر الصلاة إذا سمع بكاء صبي مع عزمه في أولها على التطويل، ففي الحديث المتفق عليه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: "إني لأدخل في الصلاة، وأنا أريدُ أن أطيلها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي، مما أعلم من شدة وَجْد أمه لبكائه" (٤).

ومالك بن الحويرث (٥) كان يصلي بالنّاس ما يريد بصلاته إلاّ أن يعلم الناس (٦).

وعقد المجد ابن تيمية (٧) في كتابه المنتقى بابا قال في: "باب إطالة الإمام الركعة الأولى، وانتظار من أحس به داخلا، ليدرك الركعة".


(١) قال ابن حجر في تلخيص الحبير (٢/ ٣٠): رواه الترمذي وابن حبان والحاكم والبيهقي.
(٢) قواعد الأحكام (١/ ١٥١).
(٣) المصدر السابق.
(٤) قال محقق صحيح الجامع (٢/ ٢٢٧٤): "رواه البخاري ومسلم وأحمد وابن ماجه".
(٥) هو مالك بن الحويرث بن حشيش بن عوف أبو سليمان الليثي، صحابي نزل البصرة، وتوفي بها سنة (٧٤ هـ)، راجع: تهذيب التهذيب ١٠/ ١٥، (خلاصة تذهيب الكمال ٣/ ٤).
(٦) صحيح البخاري: انظر فتح الباري (٢/ ١٦٣).
(٧) هو عبد السلام بن عبد الله بن الخضر جد شيخ الإسلام ابن تيمية فقيه حنبلي أصولي محدث، ولد بحران (٥٩٠ هـ)، له: (المحرر فى الفقه)، و (منتهى الغاية)، توفى سنة ٦٥٢ هـ. راجع (معجم المؤلفين ٥/ ٢٢٧).

<<  <   >  >>