٢ كتبنا هذا للطبعة الأولى ثم وقفنا بعد ذلك على أن كتاب "التاج" يحتج فيه صاحبه لقدم العالم وأنه ليس للعالم صانع ولا مدبر ولا محدث ولا خالق. أما كتابه الذي يطعن فيه على القرآن فاسمه "الدامغ" قالوا إنه وضعه لابن لاوي اليهودي وطعن فيه على نظم القرآن, وقد نقضه عليه الخياط وأبو علي الجبائي، قالوا: ونقضه على نفسه, والسبب في ذلك أنه كان يؤلف لليهود والنصارى الثنوبة وأهل التعطيل، بأثمان يعيش منها. فيضع لهم الكتاب بثمن يتهددهم بنقضه وإفساده إذا لم يدفعوا له ثمن سكوته. قال أبو عباس الطبري: إنه صنف لليهود كتاب "البصيرة" ردا على الإسلام لأربعمائة درهم أخذها من يهود سامرا، فلما قبض المال رام نقضه، حتى أعطوه مائة درهم أخرى فأمسك عن النقض! أما ما قيل من معارضته للقرآن فلم يعلم منها إلا ما نقله صاحب "معاهد التخصيص" قال: اجتمع ابن الراوندي هو وأبو علي الجبائي يومًا على جسر بغداد، فقال له: يا أبا علي، ألا تسمع شيئًا من معارضتي للقرآن ونقضي له؟ قال الجبائي: أنا أعلم بمخازي علومك وعلوم أهل دهرك، ولكن أحاكمك إلى نفسك. فهل تجد في معارضتك له عذوبة وهشاشة وتشاكلًا وتلاؤمًا ونظمًا كنظمه وحلاوة كحلاوته؟ قال: لا والله. قال: قد كفيتني، فانصرف حيث شئت. ويقال إن ابن الراوندي كان أبوه يهوديا وأسلم، والخلاف في أمره كثير، وبلغت مصنفاته مائة كتاب وأربعة عشر كتابًا. ٣ الأف: وسخ الأذن، والتف: وسخ الأنف.