٢ الجمهور على أن القرآن دليل النبوة، وهو الحق الذي لا ريب فيه. ولكن من المتكلمين من يرى غير ذلك، كأبي إسحاق النظام، فإنه قال: إن الله لم يجعل القرآن دليلًا على النبوة وعلى هذا الأصل بنى قوله: إن الإعجاز كان بالصرفة -كما تقدم في موضعه- فما أصح ما نقلناه ثمة من قول الجاحظ فيه: لو كان بدل تصحيحه القياس التمس تصحيح الأصل الذي قاس عليه، كان أمره على الخلاف. ٣ في التعبير حكمة أخرى جليلة: وتلك أن فرعون يريد أن يبني صرحًا يبلغ به السماء فعبر بالإيقاد على الطين تهكمًا على فرعون؛ لأن البناء في مثل هذا لا يزال يرتفع بلا نهاية، وإعداد الآجر يجب أن يكون كذلك مستمرا باستمرار الإيقاد على الطين، ثم تشعر العبارة أن النتيجة لا شيء، فكأنه لم يخرج لا بناء ولا مبنيا به، وما هو إلا البدء والاستمرار في البدء.