نسير إلى الآجال فى كلّ ساعة ... وأيّامنا تطوى وهنّ مراحل «١»
ولم أر مثل الموت حقّا كأنّه ... إذا ما تخطّته الأمانىّ باطل «٢»
وما أقبح التفريط فى زمن الصّبا ... فكيف به والشّيب فى الرّأس شاغل «٣»
ترحّل من الدّنيا بزاد من التّقى ... فعمرك أيّام تعدّ قلائل
وقال عبد الله بن المعلم «٤» : خرجنا من المدينة حجّاجا نريد المدينة بغداد، التى هى مدينة المنصور، فإذا أنا برجل من بنى هاشم من بنى العبّاس ابن عبد المطلب، قد رفض الدنيا وأقبل على الآخرة، فجمعتنى وإيّاه الطّريق، فأنست به، وقلت: هل لك أن تعادل «٥» ، فإنّ معى فضلا من راحلتى؟ فجزانى خيرا وقال: لو أردت هذا لكان لى معدّا.. ثمّ أنس إلىّ، فجعل يحدثنى، فقال: أنا رجل من ولد العباس، كنت أسكن البصرة، وكنت ذا كبر شديد، وبذخ، وأنّى أمرت خادما إلى أن يحشو لى فراشا من حرير،