للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومخدّة بورد نثير، ففعل، فبينما أنا «١» نائم إذا بقمع وردة قد نسيها الخادم، فقمت إليه، فأوجعته ضربا، ثم عدت إلى مضجعى بعد إخراج القمع من المخدة، فآتانى آت فى منامى فى صورة فظيعة، فهزّنى وقال: أفق من غشيتك «٢» ، وانتبه من رقدتك، ثم أنشأ يقول:

يا خلّ إنّك إن توسّد ليّنا ... وسّدت بعد الموت صمّ الجندل «٣»

فامهد لنفسك صالحا تسعد به ... فلتندمنّ غدا إذا لم تفعل «٤»

فانتبهت من نومى مرعوبا، فخرجت من ساعتى هاربا إلى ربّى..

فأعجبنى قوله.

وأنشد غيره يقول «٥» :

من كان يعلم أنّ الموت يدركه ... والقبر مسكنه والبعث مخرجه «٦»

وأنّه بين جنّات مزخرفة ... يوم القيامة أو نار ستنضجه «٧»

فكلّ شىء سوى التقوى به سمج ... وما أقام عليه منه أسمجه «٨»

ترى الذي اتّخذ الدّنيا له وطنا ... لم يدر أنّ المنايا سوف تزعجه «٩»