لى فى الموت، فقال قائل من السرير «١» : «وما بعد الموت» .. قال إبراهيم:
فدخل علّى منه رعب حتى ما قدرت أحمل قائمة من السرير، فدفن الميت، وانصرف الناس، فقعدت عند القبر مفكرا فى القائل من السرير، فغلبتنى عيناى، فنمت ورأسى على ركبتى عند القبر، وإذا بشخص قد خرج من القبر أحسن الناس وجها، وأطيبهم ريحا، وأنقى ثيابا، وهو يقول: يا بن أدهم «٢» ، قلت: لبيك، من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا القائل من السرير: «وما بعد الموت» .. فقلت له: بالله الذي فلق الحبة، وبرأ «٣» النّسمة، وتردّى بالعظمة «٤» ، إلّا قلت لى من أنت؟ قال أنا السّنّة «٥» ، أكون لصاحبى فى الدنيا حافظا، وعليه رقيبا، وفى القبر نورا ومؤنسا، وفى القيامة سائقا وقائدا إلى الجنة.
وحدّث إدريس الحفّار شيخ «٦» قال: لما وضع الشّيخ العارف أبو الحسن الدّينورى، المعروف بابن الصائغ «٧» فى قبره، سمعته يقول: رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ