كأنّ نجوم اللّيل سارت نهارها ... فوافت عشاء وهى أنضاء أسفار «٢»
وقد خيّمت كى يستريح ركابها ... فلا فلك جارى ولا كوكب سارى «٣»
ومن شعره أيضا- عفا الله عنه:
بانوا وأبقوا فى الحشاء لهيبهم ... وجدا إذا ظعن الخليل أقاما «٤»
لله أيّام السّرور كأنّها ... كانت لسرعة مرّها أحلاما
يا عيشنا المفقود خذ من عمرنا ... علما وردّ من الصّبا أيّاما
وكلامه كثير.. وتصدق بجميع مال أبيه المذكور آنفا ولم يترك منه شيئا، وافتقر حتى صار على أكلة فى اليوم. ثم إنّ أحمد بن طولون علم بحاله، فأعطاه قرية بمصر، فكان يحمل إليه خراجها.
وكان من شأنه- رضى الله عنه- أن يشفع للناس ويمشى فى حوائجهم، كثير الرأفة والحلم، قال ابن زولاق: لم ير فى الأشراف الذين نزلوا إلى الديار المصرية «٥» من الحجاز وغيره من البلاد أكثر شفقة وسعيا فى حاجات الناس من أحمد بن طباطبا.