غلبون، كان من كبار المحدّثين، روى بسنده، قال: لمّا أمر الوليد ببناء مسجد دمشق وجدوا فى الحائط القبلى لوحا من حجر، فيه كتابة منقوشة «١» ، فأتى به الوليد فبعث به إلى الروم وسألهم ما فيه، فلم يعرفوا، فدلّ على وهب ابن منبّه، فبعث إليه، فلمّا قدم أحضر إليه «٢» اللّوح، فإذا هو من بناء هود النبي صلّى الله عليه وسلم، فلمّا نظر إليه وهب حرّك رأسه وقرأه، فإذا فيه «٣» : «بسم الله الرحمن الرحيم: ابن آدم، لو رأيت ما بقى من أجلك لزهدت فى طول ما ترجو من أملك «٤» ، وإنما يلقاك ندمك لو قد زلّت بك قدمك، وأسلمك أهلك وحشمك، وانصرف عنك الحبيب، وودّعك «٥» القريب، وصرت تدعى فلا تجيب، فلا أنت فى أهلك عائد، ولا فى عملك زائد، فاعمل لنفسك قبل القيامة، وقبل الحسرة والندامة، وقبل أن يحضر أجلك وينزع ملك الموت «٦» منك روحك، فلا ينفعك مال جمعته، ولا ولد خلّفته «٧» ، ولا أخ تركته، وتصير «٨» إلى منزل ضيّق لا تجد فيه أخا ولا صديقا «٩» ، فاغتنم الحياة قبل الموت، والقوة قبل الضعف، والصحة قبل السقم، قبل أن تؤخذ بالكظم، ويحال بينك وبين العمل» . وكتب فى زمن سليمان بن داود، عليهما السلام «١٠» .