ولمّا رأيتك فوق السّرير ... ولاح لى السّتر والمسند «١»
رأيت سليمان فى ملكه ... يخاطبنى وأنا الهدهد
فضحك الخليفة وأمر أن لا يعترض «٢» عليه، وأن يبقى على عادته فى جلوسه، فأكثر القول فى نصرة مذهب السّنّة، فأحضره أمير الجيوش «٣» ، فلما دخل عليه، أنشده فى وسط داره «٤» :
حبّ آل النّبيّ خالط عظمى ... وجرى فى مفاصلى فاعذرونى «٥»
أنا والله مغرم بهواهم ... علّلونى بذكرهم علّلونى «٦»
فأمر بإطلاقه»
مكرّما.
وكان- رحمه الله- مجاهدا، مقيما بمذهب السّنّة، مؤيّدا من الله عزّ وجلّ.
وقيل: إنه اشتد به الحال من قلّة النفقة وطلب العيال، فخرج وجاء إلى الإطفيحى بالشرق «٨» وشكا إليه حاله، فقال له الإطفيحى: السّاعة كان الأفضل عندى، ودفع «٩» لى هذه الصّرّة وقال: أعطها لمستحقّها، وأنت مستحقها، خذها فأنفقها. فأخذها، فوجد فيها خمسين دينارا، فأخذها فأنفقها فى مدة ولم يبق معه شىء، فطولب بالنفقة، فقال: ما عندى شىء. فقالت