له زوجته: اخرج «١» وتسبّب لنا. فخرج حائرا، فجاء إلى الإطفيحى، فسلّم عليه، وسأله عن حاله، فأخبره بما هو فيه من الضائقة، وسأله أن يكلّم السلطان. فقال له: يا سيدى يا أبا الفضل «٢» امض لسبيلك، أنا ما جرت «٣» عادتى أن أبتديه بالكلام، وما «٤» أكلّمه إلّا جوابا، فخجل، ومضى إلى بيته بلا شىء. فقالت له زوجته: ما عملت؟ فقال: إنّ سيدى وعدنى «٥» بكل خير. فبات تلك الليلة وقام فى السّحر، فمضى إلى قبر أبيه «بشرى» فصلّى ودعا، وجلس عند القبر متحيّرا «٦» لا يدرى ما يصنع، فأخذه النوم فنام، فلم يشعر إلّا وهو يوقظ، فقام من نومه، فوجد إنسانا راكبا ملثّما وإنسانا ماشيا، فقال له الماشى: ما اسمك؟ فقال: أبو الفضل. فقال: وما اسم صاحب هذا القبر؟ قال:«بشرى» . فقال: إى والله، فناولاه «٧» صرّة ومضيا، ففتحها، فوجد فيها خمسين دينارا، فمضى وقضى حاجته منها، وأخذ بقيتها وجاء إلى «٨» الإطفيحى، فقال له الإطفيحى: أقول كما قال يوسف عليه السلام لإخوته: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ
«٩» ، الذي دفع لك الصّرّة هو والله «الأفضل» ، وقد جاءنى وقال: سهرت البارحة سهرا شديدا، فأخذت سيرة ابن طولون فقرأت فيها، فغلبنى النوم، فنمت، فرأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلم وهو يقول لى: إذا «١٠» كان غدا فى السّحر امض إلى القرافة وفتّش فى