وبهذه التربة قبر محمد بن يحيى [بن]«١» الإمام مالك بن أنس، وكانت وفاته بمصر. وبها قبر أبى الأزهر عبد الصمد بن الإمام عبد الرحمن بن القاسم، كان يروى عن أبيه وعن سفيان بن عيينة، توفى سنة مائتين وواحد وثلاثين فى شهر رجب، وكان فقيها فاضلا يقرأ القرآن على الإمام ورش، ومن أجله اعتمد أهل الأندلس على قراءة ورش.
وإلى جانبه قبر أخيه موسى بن عبد الرحمن، توفى سنة مائتين وواحد وأربعين. وبها قبر الفقيه أبى رجاء محمد ابن الإمام أشهب، توفى فى ذى الحجة سنة مائتين وتسع وأربعين.
ثم تخرج من التربة إلى مسجد أشهب، إلى الجهة الشرقية من قبره، تجد قبرا به «التّالى لكتاب الله» شرف الدين يحيى، المكنى بأبى زكريا، والملقب بالتّلا، قبره داثر، وكان من عبّاد الله الصالحين، كثير التلاوة لكتاب الله تعالى.
ثم تمضى من قبره إلى قبلة المشهد تجد قبر الفاضل أبى الحسن على التمار، كان من ذوى الأسباب، عرف بزيارة الحسين، وكان محافظا على زيارته.
وإلى جانبه من الغرب تربة بها قبر أبى عبد الله محمد بن إبراهيم بن على الواسطى المحدّث، روى عن مجاهد أنه لقى فى كنز لوحا من ذهب، على إحدى وجهيه مكتوب:«لا إله إلّا الله الأحد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد» . وعلى الوجه الآخر:«عجبا لمن رأى الدنيا وتنقّلها بأهلها كيف يطمئنّ إليها؟» .