للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى منامها، فرأته بعد موته وهو يرفل فى حلّة خضراء، فقالت له: ما فعل الله بك؟ فقال لها: أوقفنى بين يديه وحاسبنى حسابا شديدا، وأمر بى إلى النار، فضربت بكل شريفة ألف ضربة. فقالت له: بأى وسيلة حصل لك هذا الأمر؟ فقال: كانت زوجتى- لمّا متّ- حاملا، فوضعت بعد موتى، فلما ولدت وربّته وكبر تكلّم فقال: «لا إله إلّا الله» فأعتقنى الله بها من النار، فلمّا دخل «الكتّاب» لقّنه الفقيه «بسم الله الرحمن الرحيم» فأدخلنى الله بها الجنة، وأعطانى فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

شعر:

ذنوبى كثير لا أطيق احتمالها ... وعفوك يا ذا العرش أعلى وأكبر

وقد وسعتنى رحمة منك هاهنا ... وإنّى لها يوم القيامة أفقر

*** ثم تمشى إلى قبر، قيل: إنه عنتر النّجّار، يقال: هو نجار النبي صلّى الله عليه وسلم، وكان عليه رخامة أنّه ابن أبى جعفر فقيه مصر وعالمها، انتهت إليه الرياسة فى العلم والفتوى، وكان عظيم الشأن، جليل القدر، كثير الصّمت، وكان يقول:

لسان ابن آدم سبع ضار، إن أطلقه ندم، وإن أمسكه سلم. ذكره ابن يونس فى تاريخه.

[وبالقرب من] «١» الحومة قبر المرأة الصالحة «فاطمة» من ذرّيّة العباس ابن مرداس السّلمى الصحابى. وبالقرب منها قبر الرجل الصالح أبى القاسم الفوطى، كان يصنع الفوط الحمّامية ويتصدق بأجرتها، ويتقوّت بشىء يسير.