يعوده فى مرضه، فقال للربيع: رأيت النبي صلّى الله عليه وسلم قائما بحذاء الكعبة عند المقام، فقلت: يا رسول الله اختلف الناس بعدك، إلى أن قلت: فما تقول فى محمد ابن إدريس الشافعى؟ فقال صلّى الله عليه وسلم: ابن عمّى اتّبع سنّتى، اتبعه ترشد.
وقال أبو الحسن على بن أحمد الدينورى الزاهد: رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلم فى المنام فقلت: يا رسول الله، بقول من آخذ؟ فأشار إلى علّى بن أبى طالب فقال:
خذ بيد هذا فأت به ابن عمنا الشافعى ليعمل بمذهبه فيرشد، ويبلغ باب الجنة.
ثم قال: الشافعى بين العلماء كالبدر بين الكواكب. ويكفيه هذا الثناء.
ويحكى عن الشافعى رحمه الله قال: رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلم فى المنام فقال لى:
يا غلام، فقلت: لبيك يا رسول الله، فقال: ممّن أنت؟ فقلت: من رهطك يا رسول الله، فقال: أدن منى. فدنوت منه، فمرّ من ريقه على لسانى وشفتى وقال:
امض بارك الله فيك. فما أذكر أن لحنت فى حديث بعد ذلك.
وأفتى الشيخ محيى الدين النواوى فيما لو حلف الحالف بالطلاق أنّ الشافعى أفضل الأئمة فى عصره، ومذهبه خير المذاهب، أنه لا يقع عليه الطلاق «١» .
وبالجملة فالكلام كثير على فضله. ولما مرض مرضه الذي مات فيه، وذلك فى سنة ٢٠٤ هـ «٢» ، أملى وصية منه على إنسان صورتها: «هذا كتاب كتبه محمد ابن إدريس الشافعى فى شهر كذا، فى سنة كذا، وأشهد الله عالم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، وكفى به- جلّ ثناؤه- شهيدا، ثم من سمعه، أنه يشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمدا عبده ورسوله،