للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنى السلطان الكامل دار الحديث بالقاهرة وجعله شيخها، وكان يرى بشىء من المحارفة «١» ، وقيل ذلك عنه للسلطان، فأمره بتعليق شىء على الشهاب، فعلّق كتابا تكلم فيه على الأحاديث والأسانيد، فلما وقف عليه الكاملية، قال له بعد أيام: لقد ضاع منى ذلك الكتاب فعلّق لى مثله، ففعل، وجاء به، فرأى الكامل فى الثانى مناقضة الأول، فعلم الكامل صحّة ما قيل عنه وفيه.

يقول شرف الدين بن عنين «٢» ، لمّا أنكر الناس عليه فى تلقّبه «٣» بذى النّسبين «٤» ، وأنّ دحية لم يعقب قال:

دحية لم يعقب فلم تفترى ... إليه بالبهتان والإفك «٥»

ما صحّ عند النّاس شىء سوى ... أنّك من كلب بلا شكّ «٦»

وكان شخص من أدباء النصارى يتعصب لابن دحية ويزعم أنّ نسبه صحيح، فقال فيه تاج العلى (شاعر) :

يا أيّها العيسىّ ماذا الّذى ... تروم أن تثبته فى الصّريح

إنّ أبا الخطّاب من دحية ... شبه الذي تذكره فى المسيح

ما فيه من كلّ كلب سوى أنّه ... ينبح طول الدّهر لا يستريح

أخرف لا يهدى إلى رشده ... كالنّار شرّ أو كلام كريح

فردّه الله إلى غربة ... أو هاهنا يستره فى الضّريح