قال: لمّا ولد أبو الحسن الدّينورىّ أضاء المنزل بنور عظيم، ولما أن وقع على الأرض قال: لا إله إلّا الله، محمد رسول الله، بنغمة عقلها جميع من فى المنزل.
وقالت فاطمة الدّينوريّة: وضعنا لأبى الحسن قدحا من لبن حليب وخبز ليأكل، فرأينا حيّة عظيمة تأكل معه، فإذا أمعنت «١» الحيّة بالأكل ضربها بكفّه ويقول: كلى قليلا بأدب كما آكل «٢» .
وقال أبو علىّ ممشاد «٣» : أتى أبو الحسن الدّينورى- وهو ابن خمس عشرة سنة «٤» - إلى شيخنا ابن سنان، فسأله أن يسأل له والدته أن تهبه لله، فسرنا معه إليها، فسألها الشيخ، فقالت: كيف أهبه لله؟ أخشى «٥» ألّا يحصل له ولا لى. ولكن قد أبحته «٦» أن يطلع الجبل، فإذا وجد الله فقد وهبته، وإن لم يجد فكنت أنا خيرا له من أن يشقى «٧» .
فصعد الجبل، فأقام خمسين يوما ثم نزل وهو كالخلال «٨» اليابس، فقلت له: كيف كان حالك فى غيبتك؟ فقال: ما دفعت إلى فاقة «٩» ، وما بقى فىّ جارحة إلّا وهى تقتضى المزيد.
فسرنا معه إلى أمه، فسألته كما سألناه، فأخبرنا «١٠» بما أخبرنا،