الكتب، وكتب الحواشى عليها بالأحمر، وله على صحاح الجوهرى حواش أخذ فيها عليه، وشرح بعضه فيها، وزيادات أخلّ بها، ولو تمّت لكانت «١» عجيبة.
وكان مع علمه وغزارة فهمه ذا غفلة «٢» ، وسلامة صدر، وكان لا يهتم بهيئته «٣» .
يحكى المصريون عنه حكايات عجيبة، منها: أنه اشترى لحما وخبزا وبيضا وحطبا وحمل الجميع فى كمّه، فلما جاء «٤» إلى منزله وجد أهله قد ذهبوا لبعض شأنهم والباب مغلقا، فتقدم إلى كوّة «٥» هناك تنفذ إلى داره، فجعل يلقى منها الشيء بعد الشيء، ولم يفكر فى تكسير البيض وأكل اللّحم والخبز إذا خلت به الدار.
وحكى أحدهم عنه أنه اشترى عنبا وجعله فى كمّه «٦» ، وجعل عليه المحفضة «٧» حتى جرى ماء العنب على رجليه، فقال لى: أتحسّ المطر؟! فقلت: لا!
فقال: فما الذي ينقط على رجلى؟ فتأمّلته فإذا هو من العنب، فأخبرته فخجل واستحى.
ويحكون عنه من الحذق «٨» وحسن الجواب عمّا يسأل عنه، ومواضع المسائل من كتب العلماء ممّا يتعجّب منه، فسبحان الجامع بين الأضداد!