وكان إليه التصفح «١» فى ديوان الإنشاء، لا يصدر كتاب عن الدولة إلى ملك من ملوك النواحى إلّا بعد أن يتصفحه ويصلح ما فيه من خلل خفّى، كما كان يفعل ابن بابشاذ «٢» .
وكان مقيما بمعرفة كتاب «سيبويه»«٣» وعلله، قيّما باللغة والشواهد.
وقرأ عليه جماعة، منهم: أبو العباس أحمد بن الحطيئة، وكان ثقة، وأبو موسى الجزولى «٤» من تلامذته، وأجاز جماعة ممّن أدرك «٥» عصره من المسلمين. قال الشيخ شمس الدين محمد بن خلّكان: قرأت ذلك بخطّ أحمد ابن الجوهرى عن خطّ حسن بن عبد الباقى الصّقلّى، عنه.
وله مقدمة سمّاها «اللباب»«٦» ، وحواشيه على الصّحاح فى مجلّدين، وصل فيه إلى «قوش» من باب الشين المعجمة، وهو ربع الكتاب، وكمّل عليه الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأنصارى البسطى إلى آخر الكتاب، فجاءت التكملة فى ستة «٧» مجلدات، فصار جملة المصنّف ثمانية «٨» مجلدات، واسم هذا الكتاب:«التنبيه والإيضاح عمّا وقع فى كتاب الصّحاح»«٩» . وهو جيّد للغاية.