وبنى «١» الجامع المنسوب إليه بظاهر القاهرة. قال القضاعى فى كتاب الخطط: شرع فى عمارته سنة ٢٦٤ هـ، وأنفق على عمارته مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار «٢» ، وكانت نفقته فى كل يوم ألف دينار.
وحسّن له بعض التجار التجارة، فدفع له خمسين ألف دينار، فرأى فى النوم كأنّه يمشّش عظما «٣» فقال له المعبّر»
: لقد سعت «٥» همّة مولانا بما لا يشبه خطره «٦» . فأخذ الذّهب من التّاجر وتصدّق به.
وكان صحيح الإسلام [برغم]«٧» أنه كان طائش السّيف، سفّاكا للدّماء. قال القضاعى: أحصى من قتلهم «٨» جهرا فكان جملتهم مع من مات [فى حبسه]«٩» ثمانية عشر ألفا.
وعن محمد بن على الماذرائى «١٠» قال: كنت أجتاز بتربة أحمد بن طولون فأرى شيخا يلازم القبر «١١» ، ثم إنّى لم أره مدّة، ثم رأيته بعد ذلك، فسألته عن ذلك، فقال: كان له علينا بعض العدل- إن لم يكن الكل، فأحببت أن أصله بالقراءة. قلت: فلم انقطعت؟ قال: رأيته فى النوم وهو يقول:
أحبّ ألّا تقرأ عندى، فما تمرّ بى آية إلّا قرعت بها وقيل لى: أما سمعت هذه؟!