وكان أحمد بن طولون من أطيب الناس صوتا بالقراءة، فإنه حفظ القرآن وأتقنه، وطلب العلم، وتقلبت «١» به الأحوال إلى أن ملك مصر وعمره أربعون [عاما]«٢» سنة ٢٥٣ هـ فملكها بضع عشرة سنة «٣» . وخلّف من الذهب الأحمر عشرة آلاف ألف دينار، ومن المماليك أربعة وعشرين «٤» ألف مملوك، ومن العبيد خمسة وأربعين ألفا «٥» ، ومن الأحرار أصحاب الجرايات الخدمة «٦» سبعة آلاف وثلاثمائة، ومن البغال الملونة ألفا «٧» وستمائة، ومن الجمال النفريّة ألفين ومائة. وخلّف ثلاثة وثلاثين «٨» ولدا ذكرا وأنثى.
وولد بسامرّاء فى شهر رمضان سنة ٢٢٠ هـ، وكان أبوه مملوكا، أهداه نوح بن أسد السّامانّى «٩» إلى المأمون فى جملة رقيق. ومات طولون سنة ٢٤٠ هـ. ويقال: إنّ طولون تبنّى «١٠» أحمد، ولم يكن ابنه. وكان طولون تركيّا من جنس ظفر عز «١١» .
وكان أحمد قد سأل الوزير عبيد الله بن خاقان «١٢» ، فوقّع له برزقه على