اللهمّ يا من ملأ نوره الكائنات فى أعلى السّماوات والعرش، وأدنى الأرضين والفرش «١» ، يا من هو المنزّه فى عزّ كماله الأقدس، وعلمه محيط فى جلال جماله المقدّس، أشهدنى هذا النّور المشرق فىّ وفى الآفاق، واجذبنى إليك بجواذب الأشواق، ونعّمنى فى حضرة وصالك، بأنوار جمالك وكمالك، وافتق لسان علمى «٢» بك فى حضرة مناجاتك بالأدب معك، والأخذ عنك، والفناء فيك، والبقاء بك لا بشيء دونك، واجعلنى الخزانة الجامعة لأسرارك، الممدّة بإذنك من شئت إمداده من حضرة شهودك، يا سميع، يا مجيب، يا سريع، يا منتقم، يا قهّار، يا حليم، يا كريم، يا من لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون.
يا من نور سبحات «٣» وجهه عمّر الكائنات، ومشرق سرّه عمّر أقطار الأرضين والسّماوات بالنّزاهة عن الحلول فى الأماكن والجهات، أنت الّذى- سبحانك- أعجزت العقول عن إدراك حضرة الذّات، وتعرّفت لها فى بيان الصّفات، وظهرت بظواهر الأسماء عن بواطن المسمّيات، فتعرّفت لكلّ شيء فما جهلك شيء، وتنكّرت لكلّ شيء فما علمك شيء، سبحانك من حيث ذاتك الّتى لا تعرف، وحضرتك الّتى لا توصف، لا إله إلّا أنت، يا بديع، يا قدير، يا عليم، يا حكيم، يا من أنشأ ما شاء كيف شاء على وفق علمه المحيط، وإرادته النّافذة، وقدرته الدّامغة، لا إله إلّا أنت، خالق كلّ شيء ومبدعه وربّه ومدبّره، يا مولاى يا واحد، يا مولاى يا دائم، يا علىّ يا حكيم.
إلهى، غلب سلطان جمالك على الأرواح فهيّمها «٤» ، وعلى