للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأسرار فنعّمها، وعلى القلوب فشوّقها، وعلى العقول فعوّقها، وعلى النّفوس فأماتها بعزّ سلطانه، وسطوة قهره، وعلوّ شأنه، يا مولاى يا واحد، يا مولاى يا دائم، يا علىّ يا حكيم.

إلهى، كم خيّر كمال قدسك من ذى لبّ فى تيه الأفكار؟ وكم جمع فضلك من عاجز على حضرة الأسرار؟ وأبعد عدلك من مدّع حالة الوصول إلى جنابك العلىّ المقدار؟ وأعتق إحسانك من عبد وكتبه فى سجلّ الأحرار؟

سبحانك لا وصول إليك إلّا بك، ولا دخول عليك إلّا بإذنك، تقدّس جنابك الأعلى، وتنزّه وصالك الأغلى أن ينال بحيلة وحول، بل بفضل الامتنان والطّول «١» ، يا مولاى يا واحد، يا مولاى يا دائم، يا علىّ يا حكيم.

إلهى، لا قريب إلّا من أدنته العناية، ولا مهدىّ إلّا من هدته الهداية، ولا عزيز إلّا من نشر عليه لواء الولاية، ولا معصوم إلّا من أمن من غين الغوابة، ولا محفوظ إلّا من وقى بقاف الوقاية بما قدّر فى الأزل السّابق، وعيّنه الأبد اللّاحق، يا مولاى يا واحد، يا مولاى يا دائم، يا علىّ يا حكيم.

إلهى اجمعنى بك عليك من أودية الشّتات، ونجّنى من حظوظ الأنفس والشّهوات، واكفنى كلّ هم يبعد ويدنى، وفكر فى الأمور يهدم ويبنى، ووسواس يوسوس بضيق الأرزاق، ويسىء الظّنّ بالرّزّاق الخلّاق، وشيطان يجلب الخوف من المخلوقين، وينسى الاعتماد على ربّ العالمين، يا مولاى يا واحد، يا مولاى يا دائم، يا علىّ يا حكيم.

إلهى، أمر أهل السّماوات والأرضين فى يد قهرك، وأنت القائم على كلّ نفس بما كسبت، لا تتحرّك ذرّة إلّا بإذنك، ولا يكون فى كونك إلّا ما سبق به علمك- فيما سبق من التّقدير والقضاء الحتم الّذى لا رادّ لحكمه،