اللهمّ يا سميع يا بصير، ويا نعم المولى ويا نعم النّصير، نسألك- كما منحتنا قبل السّؤال- أن تفتح عن قلوبنا الأقفال، يا منوّر الظّلمات، ويا معطى أهل الأرضين والسّماوات، نوّرنا بنورك يا نور الأنوار، واجمعنا على سرّك الجامع لكل الأسرار.
ربّنا عنك لا تبعدنا، ربّنا بقربك شرّفنا، ربّنا عن بابك لا تطردنا، ربّنا بفضلك اغمرنا، ربّنا من جودك لا تحرمنا، ربّنا لغيرك لا تسلمنا، ومن كلّ بلاء سلّمنا، وببهجة جمال حضرتك متّعنا، وبكلّ كمال كمّلنا، وعن كلّ نقص قدّسنا، لك لا لغيرك سؤالنا، أنت ملاذنا وعياذنا، حاشاك أن نرجع منك بالخيبة وأنت الكريم، ولك الكرم المطلق، ونحن الفقراء وأنت الغنىّ، وبك الغنى المحقّق «١» .
ربّ أنت مبدع الموجودات، ونورك السّاطع فلق الظّلمات، وقدرتك القاهرة الباهرة رفعت السّماوات، وفيض إفضال جودك غمر المخلوقات، وحكمتك المحكمة زيّنت الكائنات، وإرادتك القديمة خصّصت المصنوعات، وسرّك منعش للأرواح بالنّفحات، وبارق جمال حضرتك يلوح منه للعقول لمحات، وطيب نسمات رحمتك يفوح منه على القلوب رحمات، لها عطف عواطف المبرّات «٢» والمسرّات، فبحقّ الجود والعطف والإحسان، والرّحمة والرّأفة والامتنان، والوصف الطّاهر الأقدس، والنّعت المنزّه المقدّس- أسألك نظرة الحنان والعطف يا عطوف، ونفحة الفضل رحمة منك، يا رحيم يا رءوف.