للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما إذا عمت الجراحات الأعضاء الأربعة فيكفيه تيمم واحد؛ لأنه يسقط الترتيب، لكونه لا يجب غسل شيء من الأعضاء (١).

وبناء على هذا القول اختلفوا هل يعيد مع التيمم الوضوء إذا دخل وقت الفريضة الثانية أم لا؟ على قولين (٢):

القول الأول: أنه يعيد التيمم والوضوء، وهو قول الحنابلة، ووجه للشافعية اختاره الرافعي (٣).

وعللوا ما ذهبوا إليه بأن طهارة العضو الذي ناب عنه التيمم بطلت، فلو لم يبطل فيما بعده لتقدمت طهارة ما بعده عليه، فيفوت الترتيب (٤).

إلا أن الشافعية قالوا: إن كانت الجراحة في الرجلين أجزأ التيمم ولا يعيد الوضوء (٥)؛ لحصول الترتيب بين التيمم الجديد والوضوء السابق، وأما


(١) البيان (١/ ٣١١، ٣١٢)، المجموع (٢/ ٢٣١، ٢٣٢)، المغني (١/ ٣٣٨)، كشاف القناع (١/ ٣٩٦، ٣٩٧).
(٢) العزيز (١/ ٢٢٨)، المجموع (٢/ ٢٣٣)، الإنصاف (١/ ٢٦١)، كشاف القناع (١/ ٣٩٧).
(٣) هو: عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم، أبو القاسم القزويني الرافعي، من كبار فقهاء الشافعية، صاحب الشرح المشهور بـ (فتح العزيز شرح الوجيز)، وإليه مرجع الشافعية، كان زاهدًا ورعًا مجتهدًا في المذهب، ولد سنة (٥٥٥ هـ)، من كتبه: شرح مسند الشافعي، والتذنيب وغيرهما، توفي سنة (٦٢٣ هـ).
انظر: سير أعلام النبلاء (٢٢/ ٢٥٢ ـ ٢٥٥)، طبقات الشافعية (٢/ ٧٥، ٧٦).
(٤) المغني (١/ ٣٣٩). وانظر: البيان (١/ ٣١٣)، العزيز (١/ ٢٢٨).
(٥) التهذيب (١/ ٤١٦)، المجموع (٢/ ٢٣٣).

<<  <   >  >>