للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ ـ أنه قول يحتاج إلى دليل (١).

٦ ـ أن حديث حذيفة رضي الله عنه ليس من باب التخصيص أو التقييد، وإنما من باب النص على بعض أشخاص العموم كما قال تعالى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} [الرحمن: ٦٨]، وقوله تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: ٩٨]، فخص النخل والرمان في الآية الأولى من بين الفاكهة وهذا لا يخرجهما عن كونهما من الفاكهة، وخص جبريل وميكائيل في الآية الثانية من بين الملائكة، وهذا لا يخرجهما عن كونهما من الملائكة، فكذلك حديث حذيفة رضي الله عنه، وذلك لأن شرط المخصص أن يكون منافيًا، والتراب ليس بمناف للصعيد؛ لأنه بعض منه، فالنص عليه في حديث علي (٢) وحذيفة لبيان أفضليته على غيره لا لأنه لا يجزئ غيره (٣).

٧ ـ أنه يمكن الجمع بين حديث حذيفة رضي الله عنه «وجعلت تربتها لنا طهورًا» وحديث: «وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا»، وذلك بأن نحمل


(١) شرح العناية (١/ ١٢٨)، عيون الأدلة (ص ٨٧٢)، المحلى (١/ ١٠٢)، نيل الأوطار (١/ ٣٠٦).
(٢) سيأتي ذكره وتخريجه (ص ٣٧٢).
(٣) انظر: الجامع لأحكام القرآن (٥/ ٢٢٨)، شرح الزرقاني على الموطأ (١/ ١٦٧، ١٦٨)، ط: دار الكتب العلمية ١٤١١ هـ، فتح الباري لابن رجب (٢/ ١٩).

<<  <   >  >>