وبعد هذا العرض التقويمي لبقية أسفار العهد القديم تكاد الرؤى النقدية لعلماء المسلمين حول سند هذه الأسفار تتفق على الأمور التالية:
١) الاضطراب في تحديد المصنف الحقيقي لكل سفر من هذه الأسفار.
٢) الاضطراب في تحديد وقت التصنيف، بل إن بعضها لم يعرف زمن كتابته.
٣) أغلب هذه الأسفار عبارة عن حكايات باطله بعيدة عن العفة ويستحيل نسبتها إلى الوحي الإلهى.
٤) تأثر هذه الأسفار بالفلسفات الوثنية القديمة خاصة الأدب المصري القديم.
[خلاصة جهود العلماء في نقد سند العهد القديم]
لقد أجاد علماء المسلمين في إثبات عدم صحة نسبة أي نص من نصوص العهد القديم، إلى سيدنا موسى عليه السلام، بالأدلة العقلية والنقلية القاطعة، وذلك من خلال تحليل الصيغ اللغوية الواردة في نصوص العهد القديم، كصيغة التمريض التي تقول: "يقال في كتاب حروب الرب، ومثل استخدام ضمير الغائب الذي يتكرر في كثير من النصوص، كقال موسى، وأوصى موسى، والحديث عن موت موسى وتفاصيل موته ودفنه، كل ذلك يؤكد أن شخصًا آخر غير موسى عليه السلام، هو الذي كتب هذه التوراة، وبذلك أثبت علماء المسلمين انقطاع سند التوراة، وممن برع في ذلك من علمائنا الأفاضل: العلامة رحمة الله الهندي، وجميع من تكلم بعده عن سند العهد القديم، قد أخذوا منه نفس طريقته النقدية في إثبات أن الكاتب غير موسى عليه السلام، مع إضافات يسيرة، ولكن عند مقارنتها بجهد العلامة الهندي يتضح أنهم لم يأتوا بجديد حول نقد سند العهد القديم.