للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فمن النصوص التي ذكرتها]

١ - " في البدء خلق الله السماوات والأرض وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه القمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه، وقال الله ليكن نور فكان نور" (١)

٢ - "أما عرفت أم لم تسمع إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض، لا يكل ولا يعيا ليس عن فهمه فحص، يعطى المعيي قدرة، ولعديم القدرة يكثر شدة" (٢)

٣ - أنت هو الرب وحدك أنت صنعت السماوات وسماء السماوات وكل جنودها والأرض وكل ما عليها والبحار وكل ما فيها (٣) وغير ذلك من الشواهد إلى تدل على ثبوت توحيد الربوبية في العهد القديم.

ثم تذكر الباحثة تعليقًا على ما سبق تقول فيه:

على الرغم من تلك النصوص التي تؤكد صحة توحيد الربوبية في أسفار العهد القديم ... إلا أنها امتلأت بنصوص مناقضة لما أثبتوه سابقًا من إقرارهم ذلك صرحت بعضها وتضمنت البعض الآخر القدح والنقص في مقام الربوبية وهي كما يلي:

أولًا: الإشراك في التدبر (أفعال الرب):

اعتقدت اليهود بأن للقمر ضررًا وتأثيرًا على الناس إذ يهيج بعض الأمراض العصبية كالجنون والصداع (٤) فسجدت له اليهود وعبدته واستدلت على قولها ذلك بما جاء في سفر أرمياء:

" ... ويبسطونها للشمس وللقمر ولكل جنود السموات إلى أحبوها والتي عبدوها والتى ساروا وراءها والتي استشاروها والتي سجدوا لها" (٥).

وهذا الاعتقاد بتأثير القمر على الناس شرك في الأمر والتدبير الذي هو من مستلزمات خصائص توحيد الربوبية الحقة وهو كفر بالله تعالى إذ كيف يصح إفراد الرب بالتوحيد الخالص إذا أشرك معه في الأمر والتدبير خلق من خلقه والله عَزَّ وَجَلَّ رب كل شىء وخالقه ومليكه وهو الغني عما سواه وكل ما سواه فقير" (٦).

ثانيًا: النقص والضعف في مقام الربوبية:

ومن العلماء الذين أسهموا في إبراز ما طرحه العهد القديم من رؤى خاطئة في تصوره للإله كل من العلامة رحمة الله والإمام الألوسي ود/ عبد العظيم المطعني ود/ صفوت مبارك ود/ بدران محمَّد بدران وغيرهم. وذكر هؤلاء تلك النصوص التى وردت في العهد القديم والتي تصف الإله بما لا يليق في مقام الربوبية فيقول كل من العلامة الهندي والألوسى: إن التوراة تصف الإله بالعجز والضعف كما ورد في قصة صراع يعقوب مع الإله.


(١) تكوين: (١/ ١ - ٣) البدء.
(٢) أشعياء: (٤٠/ ٢٨ - ٢٩) الله لا شبه له.
(٣) نحميا: (٩/ ٦) الإسرائيليون يعترفون بخطاياهم.
(٤) انظر: قاموس الكتاب المقدس ص ٧٤٣.
(٥) الإصحاح: (٨/ ٢) بدون. وانظر: الملوك الثاني: (٢٣/ ٥) يوشيا يجدد العهد.
(٦) انظر: جهود الإمامين ابن تيميه وابن القيم الجوزية أ/ سميرة عبد الله بناني ص ٩١ ط معهد البحوث العلمية مكة المكرمة ١٤١٨ هـ / ١٩٩٧ م

<<  <   >  >>