للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول د/ السقا أيضا: (ثم- إن موسى عليه السلام شرح جميع الشرائع إلى سنها عن أمر الله تعالى في السنة الأربعين لخروجه من مصر لقول التوراة: "في عبر الأردن في أرض مؤاب، ابتدأ موسى يشرح هذه الشريعة قائلًا ... الخ " (١). وأخذ من الشعب وعدًا جديدًا بأن يظلوا خاضعين لهذه الشرائع" وليس معكم وحدكم أقطع أنا هذا العهد وهذا القسم" (٢)) (٣).

ثم يتساءل د/ السقا في نقده لهذا النص ويقول:

(أين كتاب عهد موسى عليه السلام الذي قال عنه الكاتب: "أخذ كتاب العهد"؟ إما أنه قد ضاع وإما أن الكاتب قد وضعه في توراة موسى عليه السلام وعهد الدم هذا كان من أجل أن تنزل التوراة) (٤).

[والأدلة السابقة تؤكد]

وقوع كتبة الأسفار الخمسة في أخطاء تاريخية جسيمة فهم يغالطون في حقائق التاريخ الثابتة ويزيفون في أحداثه، ولم يكونوا أمناء فيما أخذ عليهم من عهد. ودل على عدم حفظهم لهذه الأمانة ورود إشارات تدل على أن هناك سفرًا يسمى "كتاب العهد" ولكنه فقد كغيره من الأسفار الصحيحة التي كتبها موسى عليه السلام وضاعت بضياع التوراة الأصلية المنزلة على سيدنا موسى عليه السلام كما سبق بيانه (*).

[أدلة من سفر العدد]

وفي استدلال العلامة رحمة الله الهندي من هذا السفر ذكر النص التالي: "لذلك يُقال الذي كتاب حروب الرب كما صنع في بحر سوف (٥) كذلك يُصنع في بحر أرنون (٦) " (٧).

وعلق عليه قائلًا: (هذه الآية لا يمكن أن تكون من كلام موسى عليه السلام بل تدل على أن مصنف سفر العدد ليس هو؛ لأن هذا المصنف نقل ها هنا الحال عن سفر "حروب الرب"ولم يُعلم إلى الآن جزمًا أي شخصٍ صنف هذا السفر؟ ومتي كان؟ وأين كان؟ وهذا السفر كالعنقاء عند أهل الكتاب سمعوا اسمه وما رأوه ولا يوجد عندهم (٨).


(١) تثنية: (١/ ٥) الأمر. بمغادرة حوريب.
(٢) تثنية: (٢٩/ ١٤) تجديد العهد.
(٣) نقد التوراة: ص ٦٤.
(٤) المرجع السابق: ص ٦٥. (*)، مقتبس من نقد التوراه د/السقا ص٦٤_٦٥
(٥) هو: البحر الأحمر الذي يفصل آسيا عن أفريقيا وكان العبرانيون مده إقامتهم في مصر يسمونه البحر، وسمى أيضًا بحر مصر، (قاموس لكتاب المقدس ص ١٦٢).
(٦) هو: اسم لنهر يدعى اليوم "وادي الموجب" بالمملكة الأردنية الهاشمية ويجري نهر أرنون في غور عميق حتى يصل إلى البحر الميت (قاموس الكتاب المقدس ص ٥٧).
(٧) عدد: (٢١/ ٤) الذهاب إلى مؤاب.
(٨) إظهار الحق: (١/ ٢٢٦).

<<  <   >  >>