للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث السادس نقد عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر فى العهد القديم]

اهتم بعض المعاصرين من علماء المسلمين بالحديث عن القضاء والقدر في العهد القديم، وفى دراستهم لهذا الموضوع بينوا حقيقة القضاء والقدر في أسفار العهد القديم وألقوا الضوء على النصوص التي تثبت مراتب القضاء والقدر ثم أردفوهها بذكر النصوص التي تقدح فى كمال هذه المراتب، وبالتالي أثبتوا مدى التناقض والتعارض في عقيدة اليهود في هذا الموضوع.

وقد اتبعوا في نقدهم أسلوب الإثبات والنفى بعرض النص الذي يثبت هذه العقيدة ثم يذكروا بعد ذلك النص الذي ينفيها أو يقدح فيها وهو ما يسمى في اللغة بأسلوب التضاد، وبذلك تظهر المخالفة جيدًا ويتضح التناقض في النصوص التوراتية التي تتحدث عن القضاء والقدر ويتبين الاضطراب العقائدي في قضية هى من أخطر القضايا العقائدية إذ هي من الأركان الأساسية للإيمان.

ويمكن إجمال ما يتعلق بالقضاء والقدر تحت العناصر التالية:

١ - إثبات مراتب عقيدة القضاء والقدر بنصوص من العهد القديم.

٣ - انحراف اليهود في عقيدة القضاء والقدر ونقد العلماء لها.

أولاً: مراتب القضاء والقدر في العهد القديم (١):

[أ - العلم الأزلي المسبق]

توجد نصوص في العهد القديم تنص على أن الله -عَزَّ وَجَلَّ- وسع كل شىء علمًا، من هذه النصوص: "مخبر منذ البدء بالأخير ومنذ القديم بما لم يفعل قائلًا رأي يقوم وأفعل كل مسرتي .... وقد تكلمت فأجريه قضيب فأفعله (٢) ".

[ب - كتابة الأشياء قبل كونها]

ينص العهد القديم على أن الله تعالى كتب كل شىء قبل الخلق من بدء الخلق حتى تقوم الساعة من ذلك: "رأت عيناك أعضائي وفي سِفْرك كلها كتبت يوم تصورت إذ لم يكن واحد منها" (٣). وقول التوراة: "لكل شيء زمان ولكل أمر تحت السموات وقعت: للولادة وقت ... ، وللموت وقت، قد عرفت أن كل ما يعمله الله أنه يكون إلى الأبد لا شيء يُزاد عليه ولا شيء يُنقص منه ... ما كان فمن القدم هو، وما يكون فمن القدم قد كان" (٤).


(١) جهود الإمامين من ص ٥٦٩ - ٥٨٠ باختصار.
(٢) أشعيا -: (٤٦/ ١٠ - ١١) وانظر: أشعياء: (٤٤/ ٦ - ٨)، أيوب: (١٠/ ٧)، مزمور: (١/ ١٣٩ - ٥).
(٣) مزمور: (١٣٩/ ١٦) بدون.
(٤) جامعة: (٣/ ١ - ١٤) لكل شيء زمان.

<<  <   >  >>