[المبحث الرابع جهود علماء المسلمين -فترة البحث- في نقد عقيدة التثليث]
تبيّن فيما سبق أن سيدنا عيسى -عليه السلام- دعا إلى التوحيد الخالص ولكن النصارى لم يحافظوا على هذه العقيدة الصحيحة وانحرفوا من الوحدانية إلى التثليث وتحولت النصرانية من الإيمان إلى الكفر ومن التوحيد إلى الشرك بعد رفع المسيح -عليه السلام-، وقد ظهرت عقيدة "التثليث" في مجمع نيقية ٣٢٥ م الذي وضع أساسها ثم اكتملت صيغتها الرسمية في مجمع القسطنطينية عام ٣٨١ م ومع أن عقيدة التثليث تعتبر أهم ركن من أركان النصرانية ولا يعتبر الشخص نصرانيًا إلا إذا آمن بهذا الثالوث فإن الكتاب المقدس لا يشتمل على لفظ الثالوث أو لفظ الأقانيم، ولكن النصارى يحتجون لذلك بأن تعليم الثالوث مطابق لنصوص في الكتاب المقدس (١).
[وهذه العقيدة الباطلة يتم نقدها من خلال المحاور التالية]
١ - الأدلة التي يستدل بها النصارى على عقيدة التثليث.
٢ - عرض مقولة الطوائف النصرانية في التثليث.
٣ - جهود العلماء في نقد الأدلة والرد عليها.
وبالقراءة في كتابات علمائنا الأجلاء يضع الباحث يديه على جملة من النصوص التي استدل بها النصارى على تلك العقيدة وقد ذكرها كل من صاحب الجوهر الفريد أيوب بك صبري ود/ مريم عبد الله زامل، د/ سعد الدين صالح، د/ محمَّد أحمد الحاج .. أذكر هذه الأدلة أولًا، ثم أبين جهود العلماء في نقدها والرد عليها.
(١) انظر: النصرانية من التوحيد إلى التثليث: د/ محمَّد أحمد الحاج، ص ٢١٩، مشكلات العقيدة النصرانية: د/ سعد الدين صالح، ص ١١٧.