للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث نقد التشريعات الخاصة بالزواج والأسرة]

عند فحص الإنتاج العلمي لعلماء المسلمين حول هذا الموضوع، يتبين أن مغزى التشريعات الخاصة بالزواج والأسرة، في العهد القديم يهدف إلى ما يلي:

١ - امتهان كرامة المرأة وإباحتها.

٢ - حرمانها من حقوقها الطبيعية.

٣ - تقييد حريتها وقهرها.

وسوف تتضح هذه الأمور جيدًا من خلال انتقادات العلماء لتلك التشريعات التي تخص المرأة من حيث الزواج وحقها في الاختيار والضغوط التي تُمارس عليها لإجبارها على مالًا ترضاه، وبالتالي تتعدد صور الامتهان والحرمان والقهر للمرأة في العهد القديم على ما يلي:

[الصورة الأولي: حق المرأة في اختيار زوجها]

بين النقاد أن حق المرأة في اختيار زوجها له صورتان في العهد القديم: الصورة الأولي: لها الحق في اختيار الزوج ولكن بشروط. فالدكتور / الهاشمى يلفت النظر إلى تشدد التوراة وتقييدها لهذا الحق في نفس النص الذي يعطيها الحرية في الاختيار فيقول:

(يظهر من بعض النصوص أن للمرأة الحق الكامل في اختيار الزوج، دون إكراه أو مذلة والنص التالي يمكن إيراده في هذا الصدد عن بنات "صلفحاد (١) " اليهودي: "هذا ما أمر به الرب عن بنات صلفحاد قائلًا: من حسن في أعينهن يكن له نساءً، ولكن لعشيرة سبط آبائهن يكن نساء (٢) " غير أن هذه الحرية للمرأة في اختيار الزوج محددة في سبط واحد من أسباط بني إسرائيل لا تجاوزها إلى غيرهم: "فلا يتحول نصيب لبني إسرائيل من سبط إلى سبط بل يلازم بنو إسرائيل كل واحد نصيب سبيط آبائه (٣) ") (٤).


(١) هو: أحد أعقاب منسى في البرية ولم يعقب سوي بنات فحكم بأن ترث الإناث إذا لم يكن وارث سواهن من الذكور على شرط ألا يتزوجن خارج سبطهن (قاموس الكتاب المقدس ص ٥٤٦، ٥٤٧).
(٢) عدد: (٣٦/ ٦ - ٧) ميراث بنات صلفحاد.
(٣) عدد: (٣٦/ ٧) السابق.
(٤) التربية في التوراة د/ الهاشمي ص ١٣٦.

<<  <   >  >>