للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[البحث الخامس نقد التشريعات الخاصة بغير اليهود]

[تمهيد]

اجتهد علماء المسلمين- فترة البحث- في نقد التشريعات التي تتعلق بغير اليهود والتي يسميها البعض منهم شريعة الأغيار في العهد القديم، وأكد العلماء بنظرتهم النقدية للنصوص التوراتية- أكدوا تمكن النزعة العنصرية في الشريعة اليهودية- وهي من الثوابت التى يرتكز عليها الفكر اليهودي في الماضي والحاضر، واعتقاد بني إسرائيل بأنهم شعب الله المختار، جعلهم يتصورون أنهم فوق البشر، وأن جميع البشر خُلقوا لخدمتهم فهم السادة وغيرهم عبيد عندهم ولكن يتضاءل هذا التصور ويتلاشى عندما يتبين أن الخلفية الدينية التي تكمن وراءه مستمدة من نصوص محرفة، وأن هذه الخلفية خلفية مزيفة لا أصل لها ولا يخفي أبدًا أن السر وراء ذلك كله هو الحقد والحسد الذي يحمله هؤلاء- بني إسرائيل- لغيرهم.

وفي هذا الموضوع يربط علماء المسلمين بين النص والواقع الذي يعيشه اليهود في العالم وعلى وجه الخصوص في فلسطين. وبقراءتهم لهذا الواقع جيدًا وتتبعهم لتلك النزعة العنصرية في أسفار العهد القديم وأنه لا يخلو سفر من الأسفار إلا وقد تشبع بالعنصرية المفرطة، كل ذلك مكنهم من دحض الفرية المزعومة وهي أنهم شعب الله المختار.

ولذلك أصاب د/ على عبد الواحد وافي، عندما رصد أنهم مظاهر الانحراف في الشريعة اليهودية فقال: (إنها تقوم على التفرقة العنصرية، وذلك أنها تجعل اليهود شعب الله المختار الذي اصطفاه وفضله على العالمين وتنظر إلى ما عداه من الشعوب نظرتها إلى شعوب وضيعة في سلم الإنسانية، وتضع قوانينها ونظمها على هذا الأساس، فتفرق بين هؤلاء وأولئك أمام القانون وفي كثير من شئون الاجتماع) (١)، واستدل على ما قاله بالأمثلة التالية والتي أيده فيها كثير من العلماء من هذه الأمثلة ما يلي:

١ - غزو الشعوب والاستيلاء عليها واستعبادها.

٢ - استرقاق الغير إلى الأبد وخاصة شعب كنعان.

٣ - إباحة التعاملات الربوية مع غير الإسرائيلي.

٤ - الرفع من شأن اليهودي والحط من شأن غيره.

٥ - الطرد والإبادة لمن لا يطيعهم.

٦ - سيطرة النزعة العنصرية على أسفار العهد القديم.


(١) اليهودية واليهود: د/ على عبد الواحد وافي، ص ٥٣، ط، دار نهضة مصر للطبع والنشر، بدون.

<<  <   >  >>