للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رابعًا: الرفع من شأن اليهودي والحط من شأن غيره:

تأتي هذه القضية مكملة لغيرها من القضايا ذات النزعة العنصرية عند بني إسرائيل والتي تسيطر على أسفار العهد القديم ولذلك ذكر د/ المطعني في كتابه "الإِسلام" نصوصًا تؤكد أن العهد القديم يرفع من شأن اليهودي ويصفه بالطهر أما غير اليهودي فهو نجس لا يأكل طعامهم حتى لا ينجسه، واستدل على ذلك بما جاء في سفر اللاويين: "وكل أجنبي لا يأكل قدسًا نزيل كاهن وأجيره لا يأكلون قدسًا ... وإذا صارت ابنة كاهن لرجل أجنبي لا تأكل من رفيعة الأقداس، وأما ابنة كاهن قد صارت أرملة أو مطلقة ولم يكن لها نسل ورجعت إلى بيت أبيها كما في صباها فتأكل طعام أبيها لكن كل أجنبي لا يأكل منه" (١).

وكان للدكتور / المطعني، هنا وقفة مع هذا النص يبرز ما فيه من معانٍ مخالفة وهي رؤية تحليلية نقدية جيدة فيقول:

(المراد من الأجنبي هنا هو غير اليهودي وكذلك نزيل الكاهن وأجيره من غير اليهود، وحكم هذا الأجنبي أنه لا يأكل طعام كاهن اليهود؛ لأنّ الأجنبي نجس، وأكله من طعام الكاهن ينجس الطعام لا لشىء إلا لأنه غير يهودي وتسرى هذه النجاسة من الأجنبي إلى بنت الكاهن إذا تزوجت من الأجنبى، وهي مادامت زوجة للأجنبي لا تأكل من طعام أبيها حتى لا تنجسه، ولكن إذا مات الأجنبي زوج ابنة الكاهن أو طلقها وعادت إلى بيت أبيها فإنها تأكل من طعامه ولكن بشرط مهم وهو ألا تكون قد أنجبت من ذلك الأجنبي، أما إذا كانت قد أنجبت فإنها لا تأكل؛ لأن نجاستها قد صارت أبدية والسبب أنها تزوجت وأنجبت من أجنبي غير يهودي) (٢).

ويضيف د/ الهاشمي أنه بسبب الاعتقاد السابق -وهو نجاسة غير اليهودي- فالتوراة تمنع غير اليهودي من دخول المعابد اليهودية حتى لا ينجسها فيقول:

(تأمر التوراة اليهود بعدم السماح لغير اليهود بدخول أماكن عبادتهم ذلك لأنهم بعقيدة التوراة- ينجسون دور عبادتهم والنص يقول: "ابن الغريب أغلف القلب وأغلف اللحم، لا يدخل مقدس من كل ابن غريب الذي من وسط بني إسرائيل" (٣) والنص التالي يعيب على اليهود سماحهم لغير اليهود بالدخول في بيوت العبادة إذ هم نجس وقذارة: " ... يكفيكم كل رجاساتكم يا بيت إسرائيل بإدخالكم أبناء الغريب الغلف القلوب الغلف اللحم، ليكونوا في مقدسي فينجسوا بيتي" (٤)) (٥).


(١) الإصحاح: (٢٢/ ١٠ - ١٣) مع الحذف.
(٢) الإِسلام في مواجهة الاستشراق: د/ المطعني، ص ٢٢٣، ٢٢٤.
(٣) حزقيال: (٤٤/ ٩) الرئيس واللاويين.
(٤) حزقيال: (٤٤/ ٦، ٧) السابق.
(٥) التربية في التوراة د/ الهاشمى ص ١٤٨.

<<  <   >  >>