للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثالث الانحلال الخُلقي في العهد القديم

تتبع علماء المسلمين- فترة البحث- أسفار العهد القديم وأخرجوا ما فيها من نصوص تدل على مدى ما وصل إليه اليهود من انحلال في الأخلاق وانحراف في السلوك، وبينوا أن هذه النصوص لا تفرق في هذه السلوكيات بين الأنبياء وغيرهم بل إن ما تنسبه التوراة زورًا وبهتانًا إلى الأنبياء من الحوادث اللا أخلاقية أمر لا يقبله عقل ولا دين ويتنافى مع العصمة التي اختصهم الله بها، وتتعدد صور الاتهام للأنبياء وذويهم على النحو التالي:

أولًا: اتهام الأنبياء بما يتنافى مع العصمة التي اختصهم الله بها:

رصد العلامة رحمة الله الهندي والإمام ابن القيم، د/ بدران، د/ عبد الراضي محمَّد، ما يتصل بالجانب الأخلاقي في العهد القديم، وكذلك ينتقد د/ على خليل في كتابه "التعاليم الدينية"، الأسفار التوراتية ويبرز في نقده انحراف التوراة في جانب الأخلاق والسلوك من خلال استقرائه وتتبعه لأسفار العهد القديم .. وقد ذكر هؤلاء العلماء ما تفتريه التوراة على الأنبياء زورًا وبهتانًا وكذبًا ويتنافي مع عصمتهم على النحو التالي:

ما نُسب زورًا وبهتانًا إلى سيدنا إبراهيم، لوط، إسحاق، وداود (١) وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام وقد ذكرت ما يتصل باتهام التوراة للأنبياء في أخلاقهم هنا باختصار لأنه قد تقدم التفصيل في مبحث نقد عقيدة النبوة والأنبياء في العهد القديم (٢).

ثانيًا: تجريح بيوت الأنبياء وذويهم والتطاول عليهم:

[١ - رأوبين بن يعقوب]

إذا كان كَّتاب العهد القديم لم يراعوا حرمة الأنبياء وألصقوا بهم ما يتنافِى مع عصمتهم فلم يتركوا نبيًا إلا وبحثوا له عن شىء يجعله كالبشر العادي يصدق عليه ما يجرى على البشر من خطأ وصواب لذلك عند التأمل فيما رصده علماء المسلمين حول هذه القضية يتضح أن بيوت الأنبياء أيضًا وأقربائهم لم تسلم من أيدي المحرفين الذين بدلوا وغيروا في النص التوراتي حسب أهوائهم، فهذا رأوبين بن يعقوب انظر كيف صورته التوراة ابن نبي يهتك حرمة بيت أبيه ويدنس عرضه في غيابه.


(١) انظر: تكوين: (١٢/ ١٠ - ١٩)، (٢٠/ ١ - ٧)، (١٩/ ٣٠ - ٣٧)، (٢٦/ ٦ - ١٠) وصموئيل الثاني: (١١/ ٢ - ٧)، انظر: هداية الحيارى، ص ٢٠٢، إظهار الحق: ٢/ ٥٥٦، ٥٥٧، التوراة: د/ بدران، ص ٥٠ - ٥١، ٥٣، التعاليم الدينية اليهودية: ص ٢٥ - ٢٧ والعقيدة اليهودية: د/ سعد الدين صالح، ص ٣٢٥، التطرف اليهودي: د/ عبد الراضى، ص ٣٦، وأيضًا التوراة د/ بدران ص ٩٥ - ٩٧.
(٢) انظر: الفصل الأوّل من نقد المتن في هذه الدراسة المبحث الرابع من ص ١٤٣ إلى ١٧٦ ص.

<<  <   >  >>