ومن خلال استقراء وتتبع جهود العلماء حول بيان مقام الأنبياء عليهم السلام في العهد القديم وجدت المحاولات النقدية للعلماء تتميز بالسمات التالية:
[١. النقد الإجمالي]
من العلماء من يتسم نقده بالنظرة الإجمالية دون الدخول في التفاصيل نظرًا للتشابه في نصوص التوراة حول ما ألصق بالأنبياء تفاديًا للتكرار واكتفى بعرض النص لوضوح المخالفة فيه مع الإشارة إلى موضع الخلل في هذا النص أو التناقض والتعارض وهذه السمة تظهر أحيانا في نقد د/ بدران في كتابه "التوراة" وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم والألوسي - رحمهم الله جميعًا -.
[٢. التفصيل والتوضيح]
وذلك من خلال إبراز التناقض وتقويمه وقد تناول بعض العلماء نقد ما يقدح في النبوة والأنبياء بتقديم رؤية نقدية واضحة ومفصلة مبينا مكانتهم اللائقة هم وما يقره العهد القديم من صفات حسنة لهم ويتبع ذلك ببيان افتراءات العهد القديم عليهم وانحراف اليهود فيما يعتقدون فيهم، وبعد ذلك يلقي نظرة تقويمية لما استدل به من نصوص من خلال المنظور الإسلامي لمقام النبوة والأنبياء ومن هؤلاء د/ الهاشمي والباحثة/ سميرة عبد الله.
[٣. الوحدة الموضوعيه في المعالجة النقدية]
وهذه السمة تظهر جيدًا في البحث العلمى المعاصر الذي يمتاز بحسن التبويب والترتيب وتنظيم المعلومات تحت عناوين رئيسة ومفاهيم محددة ويراعى فيها الوحدة الموضوعية فيأتي بالنص موضع الشاهد ويذكر ما يعضده من نصوص أخرى في ذات الموضوع من سائر أسفار العهد القديم ثم يناقش هذا الموضوع مناقشة موضوعية ومن هؤلاء: د/ عبد الوهاب المسيري ود/ الهاثهى، ود/ المطعني، ود/ صفوت مبارك، ود/ عبد الراضى محمد وغيرهم.
[٤. الدراسه التحليليه التي تعتمد على المناقشة والاستنتاج]
وظهور هذه السمة في جهود العلماء هدفها الأساسي الوصول إلى ما تهدف إليه مفردات النص بعيدًا عن التأويل الذي يصرفه عن وجهه الأصلى وبيان الملاحظات التي تؤخذ على النص التوراتي من حيث التفسير الخاطئ للنص من قبل مفسري الكتاب المقدس، وهذه السمة ظهرت بوضوح في جهود العلامة رحمة الله الهندي ود/ المطعني.