للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثانى جهود علماء المسنمين في نقد عقيدة البنوة "بنوة المسيح لله تعالى"]

يكاد يتفق معظم النقاد من علماء المسلمين -فترة البحث- في طريقة نقدهم لهذه العقيدة ولغيرها من العقائد. بعرض مقولة النصارى في المسيح -عليه السلام - كالبنوة أو التأليه ثم يذكرون النصوص التى يستندون عليها في تأييد مقولتهم الباطلة والتي أولوها تأويلًا فاسدًا أو حمَّلوها ما لا تحتمل، مع أن الأمر بخلاف ذلك ثم يتناولونها بالمناقشة والتحليل على النحو التالي:

١ - عرض مقولة النصارى الباطلة في سيدنا عيسي -عليه السلام- من البنوة لله تعالى.

٢ - الأدلة إلى يستند عليها النصارى في هذه العقيدة من الكتاب المقدس.

٣ - جهود علماء المسلمين -فترة البحث- في الرد على هذه المقولة ونقد الأدلة.

أولًا: مقولة النصاري الباطلة في سيدنا عيسي -عليه السلام- (بنوة عيسي -عليه السلام- لله تعالى):

يرصد د/ سعد الدين صالح، د/ مريم زامل، ما يدعيه النصارى على سيدنا عيسى -عليه السلام- من البنوة لله تعالى فيقول د/ سعد الدين صالح: يدعى النصارى أن عيسى النبي هو ابن الله الوحيد ... ويقولون إن ولادته من عذراء لم تعرف رجلًا على الإطلاق دليل على أن له وجودًا ذاتيًا قبل ولادته منها، ودليل على أن له حياة ذاتية تجعله في غنى عن بذرة حياة من رجل آخر، وإنما استمدها من الله نفسه إذًا فهو أبوه (١).

ويقول أيضًا: ويزيد النصارى من هذا الدليل توضيحًا فيقولون: (إن عملية الولادة البشرية تتم عن طريق الرجل والمرأة، فالرجل يعطي الروح لابنه في صورة الحيوان المنوي والمرأة تعطى الجسد لابنها، إذ أنها بعد أن تأخذ الحيوان المنوي من الرجل في طريق الرحم، تبدأ في بناء الجسد من حوله، وفي حالة سيدنا عيسى -عليه السلام- يقررون أن التي أعطت الجسد هى مريم فهي أمه ولكن الذي أعطاه الروح هو الله فيكون أبوه ويكون عيسى ابنه) (٢).


(١) مشكلات العقيدة النصرانية: د/ سعد الدين صالح، ص ٧٩ بتصرف بالحذف.
(٢) مشكلات العقيدة النصرانية: ص ٧٩، ٨٠.

<<  <   >  >>