للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم يذكر د/ السقا نصوصًا في ثنايا سفر التثنية تؤكد أن الكاتب ليس موسى عليه السلام بل الكاتب إنسان آخر من هذه النصوص ما يلي:-

أ. "وهذه هى الشريعة التي وضعها موسى أمام بني إسرائيل (١) ... ودعا موسى جميع إسرائيل (١) وقال لهم ... " (٢)

ب. "وأوصى موسى وشيوخ إسرائيل الشعب قائلًا: احفظوا جميع الوصايا التى أنا أوصيكم بها اليوم" (٣).

ج. "وصعد موسى، من عربات موآب ... فمات هناك موسى عبد الرب في أرض موآب حسب قول الرب، ودفنه في الجواء (٤) في أرض موآب، مقابل بيت فغور، ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم وكان موسى ابن مائة وعشرين سنة حين مات، ولم تكل عينه ولا ذهبت نضارته) (٥) وغير ذلك من النصوص كثير.

ثم يقف د/ السقا وقفة متعجب حول هذه النصوص قائلًا: أي عاقل يقول: (إن الكاتب هو موسى، وقد ذكر ما حدث لبني إسرائيل بعد موته، من أنه لا أحد يعرف قبره؟ وهذا يدل على أن الكاتب بعد موسى بمدة طويلة جدًا، ضاعت منها الذكريات عن قبر موسى) (٦). وينتقد العلامة: أحمد ديدات (٧) هذه النصوص قائلا: إنه واضح وجلى بأن هذه النصوص ليست من أقوال الله ولا من أحاديث موسى، إنها تدل على صوت المؤلف بضمير الغائب قام بتصنيف ما سمعه، ويتساءل أيمكن أن يكون موسى قد كتب تفاصيل موته؟ قبل وفاته وصيرورته رفاتًا؟ هل حدث أن كتب يهودي تفاصيل موته؟ مات موسى ودفنه الله كما جاء في سفر التثنية (٥، ٦) (٨)

[أدلة من سفر اللاويين]

وقد ذكر النقاد المسلمون نصوصًا من سفر اللاويين تثبت أن التوراة الموجودة الآن في أيدى اليهود والنصارى ليست هى التوراة الحقيقية من هذه النصوص ما ذكره د/ السقا، حيث يقدم قبل أن يذكر النص بقوله: (إذا أراد الشخص أن يكفر عن ذنبه عليه أن "يأتي إلى الرب بذبيحة لإثمه كبشًا صحيحًا من الغنم بتقويمك من شواقل فضة =


(١) تثنية: (٤/ ٤٤) الأمر بالطاعة،
(٢) تثنية: (٥/ ١) الوصايا العشر.
(٣) تثنية: (٢٧/ ١) المذبح على جبل عيبال.
(٤) هي: الكلمة العبرية لوادٍ وهو بطن من الأرض أو واد واسع فيه دفن موسى عليه السلام في أرض موآب (تثنية ٣٤/ ٦) (قاموس الكتاب المقدس) ص ٢٧٨).
(٥) تثنية: (٣٤/ ١)، (٥ - ٧) موت موسى.
(٦) نقد التوراة: ص ٧١.
(٧) هو: أحمد حسين ديدات، ولد في سنه ١٩١٨ م في. تادكسها فاز في الهند. وبعد تسع سنوات لحق بوالده في. جنوب إفريقيا. وعاش الوالد وابنه في دير نان ويعمل والدة ترزيًا، والتحق أحمد ديدات بالمركز الإسلامى حيث تعلم تعاليم الإسلام، انتهى من المرحلة الأساسية عام ١٩٤٣ عمل في محل تجارى يبيع الملح والسكر وطاردة المبشرون كثيرا حين قرر دراسة الكتاب المقدس وحاور القساوسة وناظرهم من مؤلفاته: مسألة صلب المسيح، ومن دحرج الحجر، وهل الكتاب المقدس كلام الله (انظر: مقدمة كتيب من دحرج الحجر للعلامة أحمد ديدات، صـ ٦).
(٨) هل الكتاب المقدس كلام الله أ/ أحمد ديدات صـ ١٥١، طـ/ دار المنار، طـ١، ١٩٨٩م.

<<  <   >  >>