للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[نقد الأساس الذي وافق عليه مجمع القسطنطينية بتأليه الروح القدس]

يقول فضيلة الشيخ / أبو زهرة في نقده لهذا القرار: (المذكور في مقدمته "ليس روح القدس عندنا. بمعنى غير روح الله" يقول: إن مقدمة هذه السلسلة وهي أن روح القدس هي روح الله فهذا لا يسلمه له مخالفه ولا يستطيع أن يقيم عليه دليلًا، والعقيدة الصحيحة هي أن روح القدس خلقه الله واتخذه ليكون رسولًا بينه وبين من يريد أن يلقى عليه وحيًا من خلقه أو أمرًا كونيًا، فهي ليست روح الله المتعلقهَ بذاته وليس عنده من دليل على ما قال) (١).

ووافقه على ذلك م / محمَّد عزت الطهطاوي ود/ أحمد شلبي، وزاد على هذا النقد م / الطهطاوي، أدلة من العهد القديم والعهد الجديد (٢) تؤكد أن من يطلق عليه الروح لا يتصف بالألوهية بأي حال من الأحوال وهذه الأدلة ما يلي:

١ - ما جاء في سفر العدد: "وأخذ من الروح الذي عليه وجعل على السبعين رجلًا الشيوخ فلما حلت عليهم الروح تنبأوا ولكنهم لم يزيدوا" (٣).

٢ - وما جاء في سفر أشعياء: "ويخرج قضيب من جذع يسي وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب" (٤).

٣ - وما جاء في لوقا: "سمعان عليه روح القدس" (٥).

ويعلق م / الطهطاوي، بعد سرده للأدلة بقوله: (ولو كان من يتصف بصفة الروح أو من عليه الروح إلهًا لاشترك في الألوهية مع المسيح السبعون رجلًا الشيوخ من بني إسرائيل مع موسى وسمعان وغيره ممن تأيدوا بالروح) (٦).


(١) محاضرات في النصرانية: ص ١٣٣.
(٢) انظر: النصرانية والإِسلام ص ٤٦.
(٣) الإصحاح: (١١/ ٢٥) سلوى من عند الرب.
(٤) الإصحاح: (١١/ ١) جذع يسي، ويسي هو ابن عوبيد وأبو داود وابن ابن راعوث وبوعز (قاموس الكتاب المقدس ص ١٠٦٥.
(٥) الإصحاح: (٢/ ٢٥) ختان الطفل يسوع وتقديمه في الهيكل.
(٦) النصرانية والإِسلام: ص ٤٦.

<<  <   >  >>